تشير الأرقام إلى تراجع محسوس في عدد وفيات حوادث المرور خلال الشهر الفضيل، حيث توضح آخر حصيلة صادرة عن المديرية العامة للحماية المدنية، إلى تسجيل وفاة 190 شخصا منذ بداية رمضان، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا لتقييم حصيلة حوادث المرور خلال رمضان 2015، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن جملة الإجراءات والحملات التحسيسية والتوعوية التي باشرتها العديد من الهيئات والمؤسسات، بدأت تعطي أكلها في خطوة للتقليل من إرهاب الطرقات الذي أصبح السمة الغالبة في هذا الشهر الذي نعُد فيه موتى الطرقات كعدّنا لأيام الصوم والعبادة. واعتبرت المديرية العامة للحماية المدنية، شهر رمضان الجاري الأقل دموية على الأقل خلال الثلاثة أسابيع المنقضية، بتسجيلها لأزيد من 3500 حادث مرور أدى إلى وفاة 190 شخصا وإصابة 4000 آخرين بجروح متفاوتة، وقد عرف هذا الشهر الفضيل فترات ذروة متفاوتة من حيث عدد الحوادث والقتلى خاصة في الأيام الأولى منه وكذا نهايات الأسبوع، فيما تبقى الدقائق التي تسبق الإفطار وكذا ساعات الصباح الأولى من أهم أوقات "الموت". وإن استبشرت مصالح الحماية المدنية بتراجع عدد الوفيات في شهر رمضان مقارنة بسابقيه، إلا أنها تحذّر الصائمين ومستعملي الطريق من الإفراط في السرعة خاصة في هذه الأيام الأخيرة من رمضان، حيث ينال التعب من الصائمين وكذا أيام العيد، وأوضح السيد برناوي، المكلّف بالاتصال أنه ورغم الأرقام التي لا تقارن بتلك المسجلة بالعام الماضي، إلا أن فترات الذروة التي شهدها رمضان الجاري مخيفة ومقلقة وأخذت معها ضحايا وموتى بالجملة. وفي السياق، يقول المتحدث إن الشهر الفضيل عرف فترتي ذروة سجلت خلالها أعلى نسبة من الوفيات ب72 ضحية في الفترة ما بين 28 جوان الماضي و4 جويلية الجاري، و58 قتيل خلال الفترة الممتدة ما بين 21 و27 جوان الماضي، مع تسجيل قتلى ما بين 16 و17 يوميا في الأسبوع الثاني من رمضان، أما باقي أيام الشهر فقد سجلت وفيات بمعدل 10 ضحايا يوميا وهي نسبة تبقى مرتفعة رغم تراجعها الطفيف مقارنة بالسنوات الماضية. وحذّر المتحدث من ارتفاع محتمل في عدد حوادث المرور ما يترتب عنها من خسائر ثقيلة في الأرواح وذلك خلال شهر أوت الداخل، حيث من المتوقع تنقل أعداد كبيرة من الجزائريين لقضاء عطلة الصيف سواء الاتجاه نحو مناطق وولايات أخرى أو نحو شواطئ البحر، وأمام هذا الوضع دعا المتحدث كافة المواطنين ومستعملي الطرقات إلى ضرورة التحلّي بالحيطة والحذر، والالتزام ببعض الإجراءات والتدابير التي من شأنها التقليل من حوادث المرور. وطالب السيد برناوي، المواطنين بالتقيّد بالإرشادات الأمنية المتعلقة أساسا بالتقليل من السرعة أثناء قيادة السيارة، ونصح المتحدث بضرورة تنجب التنقل أثناء ساعات الحر الشديد أي من الساعة 11 صباحا وإلى غاية الساعة الخامسة مساءا، مستحسنا الخروج باكرا لتجنب الحر من جهة وكذا الازدحام المروري الذي يتسبّب في ارتفاع معدلات التوتر والقلق لدى السائقين، كما لم يغفل المصدر دعوة السائقين إلى تفقد المركبات ومراقبتها قبل الإقلاع، علما أن الأجواء الحارة تزيد في انتفاخ عجلات السيارة، وأن السرعة المفرطة قد تؤدي إلى انفجارها وعليه يجب تفقد نسبة الهواء في إطارات السيارات، من جانبها أشارت مصادر من المديرية العامة للأمن الوطني، إلى تسجيل انخفاض محسوس في حوادث المرور خلال شهر رمضان 2015، في المناطق الحضرية التابعة لاختصاص الشرطة، وذلك مقارنة بشهر رمضان 2014، والسبب في ذلك حسب ذات الدراسة، راجع إلى مجموعة النشاطات التوعوية والحملات التحسيسية التي بادرت بها مصالح الشرطة عبر كافة التراب الوطني. ومن بين أهم المبادرات التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني خلال رمضان الإفطار الجماعي الذي أشرفت عليه قوات الشرطة لفائدة مستعملي الطريق العام طيلة شهر رمضان المعظم، والتي مست نقاط المراقبة المرورية، حيث كانت سانحة للتواصل مع السائقين وإرشادهم بضرورة التأنّي والسهر على السلامة المرورية أثناء القيادة.