لم تكتمل فرحة العيد عند الكثير من العائلات الجزائرية التي فقدت خلال الشهر الفضيل عزيزا لديها جراء حوادث المرور التي خلفت أزيد من 200 قتيل في حصيلة لا تزال مؤقتة لدى مصالح الحماية المدنية، التي اعتبرت رمضان 2012، الأكثر دموية على الإطلاق بتسجيلها لأزيد من 200 قتيل و550 جريحا عبر كامل ولايات الوطن وبزيادة 18 قتيلا مقارنة برمضان 2011 ويبقى عامل التعب والنعاس والنرفزة من بين الأسباب الرئيسية وراء هذه الحصيلة المرعبة والتي لم تفلح معها جميع المبادرات والحملات التحسيسية للتقليل منها. وتشير حصيلة لا تزال مؤقتة لدى مصالح الحماية المدنية ما لم تحتسب معها أيام العيد إلى تسجيل 200 قتيل في 30 يوما من الشهر الفضيل خلال حوادث مرورية متفرقة ومميتة سجلت بكامل ولايات الوطن والتي تجاوز عددها 202 حادث خطير أوقعت 200 قتيل مع تسجيل 550 جريحا وتعد هذه الحصيلة الأثقل بالنسبة لرمضان وكذا بالنسبة لباقي شهور السنة ليبقى هذا الشهر يصنع الاستثناء في كل شيء ويصبح للموت فيه ظاهرة أخرى تميز رمضان. وقد ارتفع عدد قتلى رمضان 2012 جراء حوادث المرور بأزيد من 18 وفاة ليحطم بذلك رقما قياسيا جديدا، كما أن معدل الوفاة خلال شهري جويلية وأوت من هذا العام زاد ب 15 وفاة فيما لم يكن يتعدى العشر حالات خلال باقي شهور السنة، وقد تنوعت حوادث المرور خلال رمضان بين الوزن الخفيف وكذا الثقيل، هذا الأخير الذي حصد لوحده ما لا يقل عن 20 قتيلا فيما اجتمعت الأسباب في عاملي التعب والنعاس إضافة إلى النرفزة الشديدة التي يتميز بها السائق ساعات قبل موعد الإفطار. وحسب السيد فاروق عاشور، المسؤول بخلية الإعلام والاتصال لدى المديرية العامة للحماية المدنية، فإن أكبر حصيلة لشهر رمضان سجلت خلال الأسبوع الأول منه، مشيرا إلى أن السمة الغالبة للحوادث المسجلة هي تساوي عدد الحوادث بعدد القتلى أي كل حادث مروري يساوي أو يؤدي بالضرورة إلى تسجيل على الأقل قتيل واحد وجريحين، حيث تم إحصاء 50 حادثا مروريا قاتلا عبر العديد من ولايات الوطن خلفت 42 قتيلا وهذا في ظرف زمني قياسي لم يتعد السبعة أيام الأولى من رمضان أي من 20 إلى 26 جويلية الماضي فيما تم تسجيل إصابة 152 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم إلى مستشفيات متعددة. وقد كان اليوم الأول من رمضان الأكثر مأساوية ودموية وهو الذي تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث توجه العديد من الجزائريين نحو مناطق عدة من ولايات الوطن أو إلى ديارهم لقضاء أولى أيام شهر الصيام مع الأهل والأقارب، الأمر الذي تسبب في زحمة مرورية وتسارع السائقين في الطرقات مما أدى إلى تسجيل حوادث مرورية كانت السرعة المفرطة من جهة والبطء الشديد أحد مسبباتها الرئيسية. وسجلت أكبر حصيلة في اليوم الأول من رمضان، حيث تم إحصاء 11 حادثا مروريا خلفت 12 قتيلا و74 جريحا بكبرى الولايات، خاصة العاصمة ووهران، ومقارنة بنفس الفترة من رمضان السنة الماضية فإن الأرقام تبقى متقاربة، حيث شهد الأسبوع الأول من رمضان 2011 نحو 49 قتيلا في 59 حادثا مروريا، حسب تأكيد المكلف بالإعلام، السيد فاروق عاشور، الذي دعا إلى مزيد من الحيطة والحذر. وتبقى الطرقات هي المسرح الكبير لحالات الموت المسجلة عبر الحوادث المرورية في رمضان التي -للأسف- لم تعد السرعة المفرطة هي المتسبب الرئيسي لها، بل على النقيض منها، حيث أضحت حالات السير البطيء والتي لا تتماشى ومنطق السير عبر الطرق السريعة إحدى المسببات فيها كذلك، حيث يلجأ الصائم إلى قضاء وقته عبر القيادة المتأنية بالطرق السريعة والتي لا تتعدى السرعة المطبقة فيه ال 30كلم في الساعة مع القيادة في الخطوط الوسطى وهو ما يتسبب في إثارة السائقين الآخرين ودفعهم على النرفزة والتعصب وبالتالي تسجيل تجاوزات وحوادث. وتشير الأرقام والتقارير التي نتسلمها سنويا من مصالح الحماية المدنية ومديرياتها إلى ارتفاع محسوس في عدد الحوادث المسجلة في رمضان وتنوعها، غير أنها تتوزع على ثلاث فترات محددة بدايتها بالنهار ثم قبيل الإفطار ومباشرة بعده وقد ترتفع حوادث المرور خلال فترة الصبيحة، حيث يتوجه الصائمون نحو عملهم والنعاس يغالبهم متسببا في حوادث متعددة أو أن الخوف من التأخر في الالتحاق بالعمل بسبب السهر المفرط وعدم الاستيقاظ في الوقت اللازم الأمر الذي يدفع إلى الاستعجال في السياقة وبالتالي التسبب في حوادث خطيرة. كما أن كثرة الاستعجال للالتحاق بالمنزل قبل موعد الإفطار بما يطبع ذلك من النرفزة وتوتر الأعصاب يدخل السائقين في سباق مع الزمن وصراع مع الطرف الآخر لتكون النتيجة مأساوية في كثير من الأحيان، حيث يصف أعوان الحماية المدنية هذا التوقيت بالذروة في عدد الحوادث المسجلة فيه ولخطورتها أيضا والتي غالبا ما تكون مميتة.