لم تكتمل فرحة العيد لدى الكثير من العائلات التي فقدت خلال شهر رمضان المبارك عزيزا عليها، جراء حوادث المرور التي خلفت 231 قتيلا و6900 جريح، سجلت عبر 5800 حادث مروري خطير وقد بلغت الأرقام ذروتها خلال يومي العيد، حيث تم تسجيل 24 قتيلا في 48 ساعة وإجمالي 36 قتيلا في ثلاثة أيام فقط، وبهذه الأرقام تأكدت تصريحات وزير النقل، السيد عمار تو، الذي أشار في إحدى خرجاته الميدانية خلال رمضان، أن حصيلة الحوادث المرورية لهذا الشهر جعلت من رمضان 2013 الأكثر دموية على الإطلاق، ويبقى عامل التعب والنعاس والنرفزة من بين الأسباب الرئيسية الواقفة وراء هذه الحصيلة المرعبة والتي لم تفلح معها جميع المبادرات والحملات التحسيسية للتقليل منها. حزن في رمضان وأحزان أيام عيد الفطر المبارك، الذي لم تتوقف فيه مجازر الطرقات التي بلغت ذروتها بتسجيل 36 قتيلا في ثلاثة أيام فقط، حسب مدير الإعلام والإحصائيات بالمديرية العامة للحماية المدنية، الرائد فاروق عاشور، الذي أشار في اتصال ب«المساء" إلى أن أثقل حصيلة سجلت بولاية النعامة بوفاة خمسة أشخاص وجرح 02 آخرين من إجمالي 24 قتيلا، تم تسجيلهم عبر 27 حادثا مروريا أيام 9،8و10 أوت الجاري . وتشير حصيلة مصالح الحماية المدنية ما لم تحتسب معها أيام العيد، إلى تسجيل 231 قتيلا في 30 يوما من الشهر الفضيل خلال حوادث مرورية متفرقة ومميتة سجلت بكامل ولايات الوطن، والتي تجاوز عددها 5800 حادث خطير، تسببت في إصابة 6900 جريح، وتعد هذه الحصيلة الأثقل بالنسبة لرمضان وكذا بالنسبة لباقي شهور السنة، ليبقى هذا الشهر يصنع الاستثناء في كل شيء ويصبح للموت فيه نكهة أخرى من النكهات التي تميز رمضان. وقد ارتفع عدد قتلى رمضان 2013 جراء حوادث المرور بأزيد من ستة قتلى، ليحطم بذلك رقما قياسيا جديدا، كما أنّ معدل الوفاة خلال شهري جويلية وأوت من هذا العام زاد إلى 14 وفاة يوميا، فيما لم يكن يتعدى العشر حالات خلال باقي شهور السنة، وقد انحصرت ساعات الموت قبيل الإفطار وخلال الأسبوع الأول والأخير من رمضان، فيما اجتمعت الأسباب في عاملي التعب والنعاس، بالإضافة إلى النرفزة الشديدة التي يتميز بها السائق ساعات قبل موعد الإفطار. وسجلت أكبر حصيلة في الأسبوع الرابع من رمضان، حيث تم إحصاء معدل 14 قتيلا يوميا بكبرى الولايات خاصة العاصمة ووهران، في حين كان مؤشر الحوادث قد عرف استقرارا خلال الأسبوع الثاني والثالث. ومقارنة بنفس الفترة من رمضان السنة الماضية، فإن الأرقام تبقى متقاربة، بحيث بلغ معدل الوفاة اليومي ما بين 12 و14 حسب مصالح الحماية المدنية التي دعت إلى المزيد من الحيطة والحذر. وتبقى الطرقات هي المسرح الكبير لحالات الموت المسجلة عبر الحوادث المرورية في رمضان، التي- للأسف- لم تعد السرعة المفرطة هي المتسبب الرئيسي لها، بل على النقيض منها، حيث أضحت حالات السير البطيء والتي لا تتماشى ومنطق السير عبر الطرق السريعة إحدى المسببات فيها، كذلك بحيث يلجأ الصائم إلى قضاء وقته عبر القيادة المتأنية بالطرق السريعة والتي لا تتعدى السرعة المطبقة فيه ال30كلم في الساعة مع القيادة في الخطوط الوسطى، وهو ما يتسبب في إثارة السائقين الآخرين ودفعهم للنرفزة والتعصّب، وبالتالي تسجيل تجاوزات وحوادث. وتشير الأرقام والتقارير التي نتسلمها سنويا من مصالح الحماية المدنية ومديرياتها، إلى ارتفاع محسوس في عدد الحوادث المسجلة في رمضان، الذي أصبح يصنع الاستثناء عن باقي شهور السنة، بتأكيد وزير النقل الذي وصف رمضان 2013 بالأكثر دموية، مستغربا تحول شهر رمضان إلى شهر للموت، وهو المعروف بالرحمة وضبط النفس.