لم يتمكن سعد الدوابشة، والد الرضيع الفلسطيني الشهيد علي الدوابشة الصمود أمام الحروق التي أتت على كل جسده ليفارق الحياة أمس عن عمر يناهز 32 عاما بعد أن عجز الأطباء عن إنقاذ حياته جراء جريمة حرق منزله في 31 جويلية الماضي من طرف مستوطنين يهود. وكانت هذه النهاية المأساوية لعائلة الدوابشة متوقعة في وقت لم تخف فيه مصادر طبية مخاوفها من أن تلقى الأم ريهام الدوابشة البالغة من العمر 26 عاما نفس المصير بعد أن وصف وضعها الصحي بالخطير جدا بسبب حروق الدرجة الثالثة التي تعرضت لها في نفس الجريمة. ومازال ابنهما الثاني أحمد البالغ من العمر أربع سنوات يصارع الموت بتشوهات أكلت كل أجزاء جسده. وكان مستوطنون يهود فاجأوا أفراد هذه العائلة وهم نيام داخل منزلهم في بلدة دوما المحاطة بعدد من المستوطنات اليهودية جنوب مدينة نابلس وأضرموا فيهم النار بزجاجات حارقة مما أدى إلى استشهاد الرضيع علي الدوابشة بينما وضع الوالد سعد والوالدة ريهام والابن الثاني أحمد رهن العناية المركزة في أحد مستشفيات الكيان المحتل.ورغم بشاعة الجريمة وبلوغها درجة الوحشية التي لا يمكن وصفها، إلا أن مقترفيها مازالوا طلقاء أحرار في ظل سياسة اللاعقاب التي يتمتع بها المتطرفون اليهود بتواطؤ من الحكومة اليمينية برئاسة الوزير الأول بنيامين نتانياهو. وهي السياسة التي جعلت مجموعة من المستوطنين اليهود يحاولون أمس إحراق منزل عائلة فلسطينية أخرى في منطقة عرب الكعابنة في جنوب نابلس قبل أن يتصدى لهم السكان الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق وإخماد ألسنته. وبعذر أقبح من ذنب، راح مسؤولو حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية يبررون بقاء هؤلاء دون عقاب بدعوى أنهم ينشطون ضمن خلايا سرية ولا يمكن كشفهم لأنهم لا يستعلمون الهواتف الخلوية وغير مدرجين في قوائم الأشخاص الخطرين لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية. وفي رد فعل على استشهاد سعد الدوابشة، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس إن الجريمة التي ارتكبها المستوطنون ضد هذه العائلة "لن تمر دون عقاب" وحمل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة الإرهابية. كما أعرب عن "استيائه لصمت المجتمع الدولي من عدم اتخاذ إجراءات فاعلة وصريحة ضد الإرهاب الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض المحتلة.