فرضت مؤخرا الملحفة الشاوية والقبائلية نفسها على الإكسسوارات الخاصة بالعروس العنابية التي كان لباسها التقليدي لا يتعدى قندورة الفتلة ذات اللون العنابي وقندورة المجبود وقطعا أخرى يتم تجهيزها لها عشية خطوبتها، غير أن الوضع اختلف اليوم فمن أجل التنويع أصبحت العروس العنابية تهتم ببعض القطع القديمة منها الملحفة الشاوية ذات الألوان الفاتحة بعد إدخال تعديلات عليها لتواكب الموضة. تبقى الملحفة الشاوية حاليا تحافظ على شكلها الخارجي القديم فقط، حيث أضيفت لها بعض اللواحق ليتم تقديمها بطريقة مغايرة عن القديمة أو تلك التي تروي قصص الجدات وعشقهن لهذا اللباس الشاوي الأصيل، فخلال جولتنا إلى بعض المحلات الكبرى بشوارع بونة الرائعة، لفت انتباهنا اهتمام أصحاب المحلات بوضع بعض القطع الخاصة بالملحفة الشاوية إلى جانب الملحفة القبائلية في الواجهات، بأنواع وتشكيلات عصرية تجذب الزبون خاصة خلال موسم الأعراس والحفلات. ورغم غلاء مثل هذه الإكسسوارات والتي قد يصل ثمن القطعة الواحدة منها إلى 6 ملايين سنتيم مجهزة بكل الضروريات، ناهيك عن نوعية القماش الجيد واللون وغيره، إلا أن الإقبال عليها كبير بشهادة أصحاب المحلات، وخاصة من طرف العرائس وحتى المغتربات وبعض السياح، إذ أكد صاحب محل بساحة الثورة أن الملحفة الشاوية وحتى القبائلية باتت تنافس القفطان المغربي في الوقت الراهن، لأن المرأة عادة ما تحب التغيير والتماشي مع الموضة، وهو ما يجعل العرائس يسعين لاقتناء هذه القطع للتباهي بها في الأعراس. والجديد في هذا الزي القديم الممزوج بتطريزات عصرية، هو نوعية القماش التي تختلف عن الملحفات التقليدية عما كانت تعرف في السابق، والتي كانت تصنع من الحرير أو «تازري» لكن الآن القماش الذي تصنع منه الملحفة له جمالية خاصة تعطي لصاحبته جاذبية تنافس القفطان المغربي. وتعمد العروس العنابية إلى ارتداء الملحفة الشاوية خلال التصديرة أي عند حضور أهل العريس في ليلة الحنة، حيث تكون فرصتها الوحيدة لإظهار جمالها من خلال الملحفة والكعب العالي. أما الألوان الأكثر حضورا فهي الأزرق والبنفسجي والأصفر شريطة أن تكون متبوعة باكسسوارات جميلة تحمل نفس لون الملحفة، وهنا تجد العروس - وحتى الشابات - الوقت للتباهي أمام المدعوين لإبراز آخر مستجدات اللباس التقليدي المعصرن، إذ هناك من العرائس من يفضلن ارتداء "قندورة الفتلة" ذات اللون العنابي و"الشوشنة" و"الدلالة"، تليها قندورة ذات لون أزرق وبعدها تأتي الملحفة الشاوية أو القبائلية. لكن عادة ما تسجل الأولى حضورها بقوة أكثر من نظيرتها القبائلية، وهذا مرتبط بالتقاليد المشتركة بين سكان الشرق الجزائري، خاصة أن أغلبهم من «الشاويين» يفضلون هذا اللباس الذي مايزال حاضرا في بعض قرى ومداشر الأوراس حيث ترتديه المرأة رمزا للحشمة والوقار وحفاظا على عاداتها، وعلى صعيد آخر، طرح تجار الملحفة التقليدية بعض المشاكل المتعلقة بالألوان، حيث يعجزون أحيانا أمام طلبات الزبائن المتزايدة عن الاستجابة لهم خاصة من طالبي ألوان محددة كالأزرق السماوي أو الأصفر والوردي والبنفسجي، وهو ما يفسر حسبهم - سفرهم إلى تركيا وإيران عشرات المرات في السنة للبحث عن هذه الألوان، خاصة مع اقتراب موسم الأعراس وهذا لتعزيز احتياجات الزبائن، مشيرين إلى أنه كثيرا ما يكون الطلب أكثر من العرض وهو ما يفسر حسبهم غلاء بعض القطع.