نافس "قندورة الكوكتال العنابي" الممزوجة بخيوط "الفتلة والمجبود" التي اقتحمت محلات تجهيز العرائس خلال موسم الاصطياف الحالي، "القفطان" المغربي الذي بات يحتل مراتب أدنى في قائمة طلبات نساء بونة، خاصة في الأعراس والحفلات التي تقام في قاعات الأفراح. ورغم تطور "القفطان" المغربي الذي يتم تجهيزه بمختلف الألوان المناسبة للأعراس، إلى جانب الرسوم المستوحاة من التراث الأندلسي الإسلامي العريق، إلا أن ذلك حال دون إسقاط "قندورة الكوكتال" ذات اللون العنابي أوالأزرق الفاتح التي عادت بقوة للأعراس العنابية خلال هذه الصائفة، فرغم ثقلها بسبب لواحقها من "شوشنة" و«دلاّلة"، ناهيك عن الأكسسوارات الأخرى وبعض المجوهرات، إلا أن المرأة العنابية عموما تفضل هذا اللباس التقليدي خلال حفلات الزفاف مهما ارتفع سعره. هذا ما وقفنا عليه في عدة أعراس أقيمت بقاعات حفلات مشهورة بمدينة عنابة، حيث أكدت النساء أنهن يفضلن التزيّن ب«قندورة الكوكتال" و«الشامسة" و«الكاراكو العاصمي"، وبعدها يأتي الاهتمام ب«القفطان" المغربي في الدرجة الثانية، اذ ترى حسينة، وهي ماشطة للعرائس بالمدينة، أن هذا النوع من اللباس التقليدي العنابي له ميزة خاصة بالنسبة لسكان بونة الأصليين الذين يشتاقون للأصالة في المناسبات المميزة كالأعراس وحفلات الختان وحتى في أعياد الميلاد. فتجد أن "قندورة الكوكتال" لا بديل لها، فيما تبقى الألبسة التقليدية الأخرى عبارة عن نماذج تكميلية لهذه "القندورة" التي تحرص العروس على ارتدائها ليس فقط يوم عرسها، لكن في أول يوم لها في بيت الزوجية، حيث تتزين بها أمام أهل العريس، وهنا تظهر أنوثة العروس وأصالتها. والجميل في هذه العادات؛ حضور شقيق العريس في هذا اليوم المبارك حتى يشرف على تحزيم العروس بحزام ذهبي، وهو فأل خير بالنسبة لها لإنجاب صبي، حسب معتقدات أهل المنطقة، وفي هذا السياق تضيف المتحدثة بأن أول طلب للعروس أو أية امرأة عنابية هو "قندورة الكوكتال" التي أخذت مستوى آخر من الجمال بعد إضفاء لمسات عصرية سحرية عليها، كالألوان، بعد أن كان اللون الموحد في بونة هو "العنابي"، لكن اليوم بإمكان العروس أن تنوع في الألوان كاختيار البنفسجي والأزرق الفاتح، إلى جانب الأحمر والعنابي وألوان أخرى تفتح شهية الزبونات. وأمام الإقبال الواسع على "قندورة الكوكتال العنابي"، زاد التنافس بين هذا اللباس وبقية الألبسة التقليدية، فرغم غلاء "القندورة العنابية" التي قد يصل ثمنها إلى 17 مليون سنتيم، إلا أن ذلك لا يشكل عبئا ماديا على نساء عنابة الجميلة.