طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالضغط على المغرب لدفعه إلى احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.واستغل الرئيس الصحراوي مناسبة الجولة المغاربية التي تختتمها اليوم بالعاصمة المغربية الرباط لحثها على التدخل لدى المسؤولين المغاربة و"إقناعهم بالامتثال للشرعية الدولية لإعطاء المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية إمكانية الوصول إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء عادل ونزيه. وأكد الأمين العام في رسالته إلى رايس بأن القيادة الصحراوية بذلت كل جهودها من أجل التوصل مع المغرب إلى حل عادل ودائم مبني على تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاختيار والقرار "تلميحا إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية". وأضاف في هذا الإطار أن جبهة البوليزاريو قدمت خطة للتسوية النهائية للنزاع الذي عمر لأكثر من ثلاثة عقود أخذت بعين الإعتبار انشغالات الطرف المغربي في حالة استقلال الصحراء الغربيةمنحت من خلاله للمغرب "امتيازات هامة على المستوى الاقتصادي والثقافي والبشري والأمني بما في ذلك القضايا متعلقة بالمستوطنين المغربيين وبالجنود المتمركزين بالإقليم المحتل". وجدد الأمين العام لجبهة البوليزاريو التأكيد في رسالته على أن الدولة الصحراوية حقيقة قائمة على الأرض ومعترف بها من طرف أزيد من 80 دولة وهي عضو مؤسس للإتحاد الإفريقي وقد أثبتت بمقتضى صفتها هذه ولأكثر من 30 سنة أنها "دولة مسؤولة وتحترم التزاماتها كما أنها عامل استقرار بالمنطقة وفي كل القارة الإفريقية". وشدد الرئيس الصحراوي على العبارة الأخيرة لدحض مزاعم السلطات المغربية التي ما انفكت تروج لفكرة أن منطقة المغرب العربي لا تحتمل إضافة دولة أخرى لأنها ستكون عامل لا استقرار وتوتر بالإضافة إلى نعتها بالدولة الداعمة للإرهاب والهجرة السرية بعد أن حرصت وسائل إعلامها على التأكيد في كل مرة أنها ضبطت عناصر مسلحة قادمة من الصحراء الغربية ضمن سلسلة اتهامات ملفقة ولم يتم تأكيدها من أية جهة أخرى. واشار الرئيس الصحراوي في رسالته الى تطلع الدولة الصحراوية إلى تأسيس علاقات تعاون وإخاء بناء مع كافة دول وشعوب المنطقة ومع الشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم. وجاءت رسالة الرئيس محمد عبد العزيز لتكسر مزاعم المغرب التي اكد عليها خالد الناصري الناطق باسم الحكومة المغربية الذي راح في تصريح إعلامي يطنب في الإشادة بوزيرة الخارجية والقول ان واشنطن تدرك أن الطرف المغربي هو الذي قدم مقترحا عقلانيا لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. ولكن المسؤول المغربي أراد من خلال هذا التصريح إتباع سياسة النعامة متجاهلا مقترحات الطرف الصحراوية والتي أدى رفض الرباط التعاطي معها إلى فشل أربع جولات من المفاوضات المباشرة في مانهاست الأمريكية. بل أن مفهوم العقلانية التي دافع عنها وزير الاتصال المغربي بقيت وفق منطقه "الملجم" محصورة في خيار القبول بفكرة الحكم الذاتي التي تسعى الرباط إلى فرضها بالقوة على الصحراويين. وهو منطق جعل الرباط ترفض كل الخيارات العقلانية التي تقدم بها الطرف الصحراوي وكان على الرباط الأخذ بها وعدم تجاهلها مادامت قبلت بالجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تعني أصلا بحث عدة بدائل وتبني في النهاية ما يحصل بشأنه إجماع من منطلق انه كفيل بتسوية النزاع. ولكن المغرب أصر على موقفه الرافض لفكرة تخيير الشعب الصحراوي في تقرير مصيره رغم أن جبهة البوليزاريو في تنازل غير منتظر منها تحلت بالشجاعة والإرادة الحسنة وذهبت إلى حد القبول بإضافة بديل القبول بفكرة الحكم الذاتي المغربية رغم عدم عقلانيتها أو حتى الانصهار في السيادة المغربية ولكنها حرصت أيضا على منح الصحراويين حقهم في قول "لا" لهذا الخيار أو ذاك والأخذ بفكرة الاستقلال. وهو البديل الذي يرفضه المغرب الذي يتعامل مع الصحراويين بفوقية استعمارية ونظرة تعالي أوصلته إلى رفض كل فكرة لتمكين الشعب الصحراوي من تقرر مصيره وتلك هي مأساة النظام المغربي الذي وجد نفسه في ورطة حقيقية بعد أن عجز عن إيجاد مخرج من المأزق الصحراوي وبما يحفظ له ماء الوجه وهو الذي زعم منذ 1975 بمغربية الصحراء الغربية ولكنه فشل في إقناع العالم بهذا الطرح الاستعماري.