جدد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز والأمين العام لجبهة البوليساريو رفض هذه الأخيرة مخطط الحكم الذاتي المغربي الذي تسعى الرباط الى جعله الحل الوحيد والممكن لتسوية النزاع في الصحراء الغربية· وقال الرئيس محمد عبد العزيز أثناء تدخله أول أمس في افتتاح اشغال الندوة ال 33 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالعاصمة الإيطالية روما، أن خطة الحكم الذاتي التي تعرضها الحكومة المغربية ككل وحيد لنزاع إنما هي في حقيقة الأمر عودة إلى نقطة البداية· وأضاف أنها تعتبر أيضا عودة الى السبب الأول لاندلاع الحرب والمتمثل في الغزو العسكري الذي كان يهدف إلى مصادرة سيادة الشعب الصحراوي على أرضه، وطالب المنظمة الأممية بتحمل مسؤولياتها في حماية أمن المواطنين الصحراويين، والحفاظ على حرياتهم السياسية على اعتبار أن هذه المنظمة حاضرة في الصحراء الغربية من خلال بعثتها الخاصة بتنظيم استفتاء تقرير المصير "المينورسو"· وكان الرئيس الصحراوي طلب في العديد من المرات من الأمين العام الأممي بان كي مون بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان، ووجه له رسائل عديدة يدعوه فيها الى التدخل العاجل لوضع حد للممارسات القمعية التي تنتهجها قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة· وقد اغتنم فرصة انطلاق اشغال الندوة ال 33 للتنسيقية الاوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي ليعرب عن اندهاشه إزاء صمت أوروبا أمام استمرار هذه الانتهاكات وعدم تحركها باتجاه الضغط على الحكومة المغربية لحملها على احترام الشرعية الدولية· كما عبر الرئيس الصحراوي عن استيائه الشديد لاستمرار التعنت المغربي وتمكسه بطروحاته القديمة الجديدة حول مغربية الصحراء الغربية، مجددا في السياق نفسه تمسك جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي بحق تقرير المصير ومواصلة الكفاح السلمي والنضال الى غاية تحقيق هذا الهدف· وكان الرئيس الصحراوي نشط قبل افتتاح اشغال الدورة ندوة صحفية الى جانب البرلمان الايطالي كارلو لبوني أعرب خلالها عن ارتياحه للتعاطف الذي ابداه الفاعلون السياسيون الإيطاليون إزاء القضية الصحراوية، داعيا ايطاليا الى لعب دور أكثر فعالية من أجل تسوية النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع· ومن المنتظر أن تختتم اشغال هذه الدورة اليوم بالمصادقة على التصريح الختامي والإعلان عن موعد عقد الدورة القادمة· وكانت أشغال الندوة تواصلت أمس بتطرق المشاركين إلى عدة قضايا مثل العمل القانوني والإعلام وحقوق الانسان والمرأة والمساعدات الانسانية والتعاون والموارد الطبيعة والشباب والثقافة· وأكد المشاركون الذين كان من بينهم الوفد الجزائري ممثلا في نواب من البرلمان وممثلين عن منظمات وطنية والمجتمع المدني على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وضرورة تمكنه من ممارسة هذا الحق بكل حرية وديمقراطية· للإشارة فإن عقد هذه الندوة تزامن مع مصادقة البرلمان الايطالي نهاية الاسبوع على لائحة تدعو الحكومة الى الاعتراف بالصفة الدبلوماسية لتمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا· في سياق آخر أفادت منظمة الاممالمتحدة أنه من المحتمل أن يتوقف برنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية بمخيمات اللاجئين والاراضي المحتلة والذي يتم تحت اشراف المحافظة السامية للاجئين في غضون الستة أشهر القادمة· وذكر بيان المنظمة أن السبب يعود الى نقص الاموال الضرورية لاستكمال تنفيذ البرنامج· وهو ما دفع بالناطقة الرسمية للمحافظة السامية للاجئين بجنيف جينيفر باغوني الى توجيه نداء عاجل الى مانحي الأموال الدوليين لمساعداتها على انجاز مهمتها بالصحراء الغربية.