أكدت أمس، قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، على مواصلة عمليتها العسكرية في هذا البلد إلى غاية بلوغ أهدافها بتحييد متمردي حركة أنصار الله الحوثية، رغم الخسائر البشرية التي تكبدتها نهاية الأسبوع الماضي. وهي قناعة تأكدت أمس، مع مواصلة طيران هذا التحالف ولليوم الثاني على التوالي غاراته المكثفة على عدة مواقع للمسلحين الحوثيين خاصة بالعاصمة اليمنية صنعاء، في رد انتقامي على مقتل 60 جنديا من عناصرها من بينهم 45 إماراتيا وعشرة سعوديين. واستيقظ سكان العاصمة صنعاء أمس، على وقع دوي انفجارات عنيفة هزّت سكون مدينتهم مما أثار حالة من الرعب والهلع أرغمتهم على الفرار إلى خارجها تفاديا لأي تصعيد عسكري قادم. واستهدفت الغارات مواقع للمسلحين الحوثيين وتلك التابعة للقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في مختلف أنحاء صنعاء بالإضافة إلى مدن تعز ومأرب. وخلّفت هذه الغارات في حصيلتها الأولية يوم السبت، مقتل 27 شخصا من دون أن يتضح ما إذا كانوا من المسلحين أو من المدنين العزّل الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة قصف الطيران العربي من جهة وهجمات الحوثيين من جهة ثانية. وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي ونائب وزير الدفاع الإماراتي، عزم بلاده تطهير اليمن مما وصفه ب"التعفّن". قبل أن يضيف أن "انتقام الإمارات لن يتأخر" في توعد واضح باتجاه مواصلة قصف المسلحين الحوثيين المسؤولين عن هجوم "الجمعة الأسود". وكانت الإمارات وضمن هذا التوعد أعلنت أول أمس، وللمرة الاولى منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن شهر مارس الماضي، أن طيرانها الحربي قصف عدة مواقع للمتمردين في هذا البلد. وهو ما جعل عدة محللين سياسيين يعتبرون الهجوم الدامي الذي خلّف مصرع 60 جنديا من قوات التحالف العربي دفع بالدول المشاركة في هذا التحالف وخاصة المملكة العربية والإمارات نحو مزيد من التصعيد بدل العمل على تخفيف من حدة التوتر. وبنظر هؤلاء فإن هذه الدول فضلت التصعيد بعدما رأت أنها قادرة على تحقيق النصر وهي التي تمكنت من دحر الحوثيين في محافظاتجنوب اليمن ووسط البلاد، وتسعى حاليا لطردهم من العاصمة صنعاء. ولكن الموقف سيكون مغايرا تماما بالنسبة للمعركة التي ينتظر أن تعرفها العاصمة صنعاء بالنظر إلى أهميتها الإستراتجية وحتى المعنوية وأيضا بالنظر إلى حرص حركة أنصار الله في الاحتفاظ بهذه المدينة مهما كلفها ذلك لأنها تدرك أن طرد مقاتليها منها يعني انكسار شكوتها، وتقوقعها في محافظة صعدة معقلها الرئيسي في شمال البلاد، ولكن بعد أن تكون قد خسرت ترسانتها الحربية والمئات من مقاتليها.