تمر قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بوضع عسير منذ دخولها الحرب ضد الحوثيين في اليمن إثر مقتل 60 جنديا من قواتها في حصيلة دامية لم يسبق أن تكبدتها منذ بدء عمليتها العسكرية في هذا البلد نهاية شهر مارس الماضي. وكان هذا الجمعة يوم أسود بالنسبة لقوات هذا التحالف التي فقدت 45 جنديا إماراتيا و10 جنود سعوديين وخمسة بحرينيين في انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون على مخزن للذخيرة الحربية بمنطقة سفر بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء. ولأول مرة منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" أقرت العربية السعودية أمس بمقتل عشرة من جنودها في اليمن في هذا التفجير ضمن أولى ضحايا القوات السعودية الذين يسقطون على الأرض اليمنية. ولكن هذه الحصيلة الدامية لم تثبط من عزيمة قيادة التحالف العربي التي أكد قائدها الجنرال السعودي أحمد العسيري عزمها مواصلة مهمتها في اليمن إلى غاية تحقيق أهدافها. من جانبها، أعلنت دولة الإمارات العربية الحداد ثلاثة أيام ونكست راياتها الوطنية بعد ارتفاع عدد القتلى في صفوف قواتها المشاركة في التحالف العربي إلى 45 جنديا في حصيلة هي الأثقل التي تتكبدها هذه الدولة الخليجية منذ نشأتها عام 1971. وكانت الإمارات العربية أقرت أول أمس بمقتل 22 جنديا من قواتها في اليمن دون أن تقدم أية تفاصيل حول حيثيات مقتلهم ولكن مصادر عسكرية يمنية أشارت إلى أنهم قتلوا جراء وقوع انفجار داخل مخزن للذخيرة أرجعته في بادئ الأمر إلى سوء ترتيب الذخيرة. كما اعترفت البحرين بمقتل خمسة من جنودها المشاركين في قوات التحالف والذين أكد مصدر يمني مسؤول أنهم قتلوا في نفس التفجير الذي استهدف المخزن. غير أن المتمردين الحوثيين سارعوا للتأكيد أنهم هاجموا قاعدة عسكرية بمحافظة مأرب بصاروخ باليستي، مما تسبب في سقوط عشرات القتلى في صفوف من وصفوهم بالقوات المعادية، في إشارة إلى قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والتي تخوض منذ شهر مارس الماضي حربا عنيفة ضد المسلحين الحوثيين في اليمن. وعلى وقع الصدمة، وصفت الصحافة الإماراتية مقتل هذا العدد الكبير من الجنود بالمأساة وقالت إنهم ضحوا بحياتهم في "جمعة أسود" خدمة لبلدهم، مذكرة بالتزامات دولة الإمارات في التحالف العربي بقناعة "التضامن العربي" من أجل حماية المنطقة مما وصفتها ب«التهديدات القائمة والتدخل الخارجي". والإشارة، كانت واضحة إلى إيران التي تتهم السلطات اليمنية ومعها الدول الخليجية بدعم المتمردين الحوثيين وإمدادهم بالسلاح والعتاد العسكري لتأجيج الحرب الأهلية في اليمن. ونفس القناعة عبر عنها الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم، نائب الرئيس والوزير الأول الإماراتي الذي أكد أن "هذا الحادثة تجعلنا أكثر حزما وأكثر إصرار على تحقيق النصر". موقف أكده أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الذي أكد مواصلة بلاده لمهمتها في اليمن إلى غاية عودة الاستقرار في هذا البلد. وفي ردها العملي على مقتل 60 جنديا من قواته، كثف التحالف العربي أمس من غاراته الجوية في اليمن حيث قصف عدة مواقع للحوثيين خاصة بالعاصمة صنعاء. ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس لم تتوقف طائرات التحالف من التحليق في سماء المدينة، حيث قصفت القيادة العامة للمتمردين وسط العاصمة اليمنية ومخزنين للسلاح بجنوب صنعاء، إضافة إلى مواقع أخرى بغرب المدينة. وسمع دوي انفجارات عنيفة هزت العاصمة صنعاء التي لا تزال إلى غاية الآن في قبضة الحوثيين صاحبها صعود أعمدة كثيفة من الدخان مما أثار مخاوف السكان الذين التزموا مساكنهم في وقت أكد فيه مسؤول محلي أن هذه الغارات تعد الأعنف من نوعها منذ دخول طيران التحالف العربي بقيادة العربية السعودية على خط المواجهة في اليمن شهر مارس الماضي.