تدعو الجمعية الوطنية للتوعية والوقاية ضد الحروق، عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من الحوادث التي قد تقع قبيل نحر الأضحية أو بعدها. وحسب الياس الصغير، عضو بالجمعية، منسق النشاطات شبه الطبية في مصلحة المحروقين "باستور" بالعاصمة: "فإن الجمعية أحصت السنة الماضية 32 حالة استعجالية عاد فيها سبب الحوادث الرئيسي إلى أجهزة ومعدات الشواء "بربكيو". يقول الياس الصغير: جميل أن تعيش الأسر الجزائرية فرحة عيد الأضحى، هذه المناسبة الدينية التي نحييها مرة كل سنة، لكن من المهم أيضا أن تكون فرحة العيد كاملة خالية من المفاجأة التي قد تحدث وتفسد بهجة العيد وتنتج عادة عن الإهمال والغفلة، وكما هو معلوم، فإن أغلب الأسر الجزائرية صبيحة العيد تعد العدة ممثلة في السكاكيين و"الطابونة" و"الشاليمو" وغيرها من الأدوات المستعملة في نحر الأضحية و"تشويط البوزلوف" وغلي "الدوارة" والأحشاء، ولأن الكل منشغل بالعمل وأمام فضول الأطفال ورغبتهم في مشاهدة كل ما يجري حول الأضحية، تقع بعض الحوادث الخطيرة في هذه الأثناء، وتتسبب في تشوهات عميقة كسقوطهم في الماء المغلي الموضوع عادة على "الطابونة" في الأرض وهو من الحوادث الشائعة، أو حملهم للسكاكين الحادة التي توضع بطريقة عشوائية، أو الاحتراق بنار "الطابونة" أو "الشاليمو" الذي يستخدم عادة في "تشويط البوزلوف"، وهو ما وقفنا عليه في السنوات الماضية. وحسب بعض الإحصائيات التي تم رصدها على مستوى الجمعية، فإن من بين 10 عائلات، تزور 4 منها المصالح الاستعجالية وهو رقم كبير يكشف عن درجة اللامبالاة. من جهة أخرى، أرجع محدثنا الحوادث التي تقع نتيجة استخدام "الشاليمو" في عملية "التشويط" إلى كون هذا الأخير من السلع المقلدة، من أجل هذا ينبغي على العائلات الجزائرية أن تأخذ الحيطة والحذر عند اقتناء بعض المعدات المستخدمة في نحر الأضحية، وتجنب تلك المقلدة التي تباع عادة بأسعار بخسة وتخلف حوادث وتشوهات تصاحب الضحية مدى الحياة. ومن الظواهر التي أضحت أيضا تتسبب في ارتفاع حصيلة الحوادث بعيد الأضحى؛ الاستعمال المفرط لمختلف معدات الشواء "البربكيو"، فلا يخفى عليكم يقول الياس ؛ "بأن المستوى المعيشي عرف نوعا من التحسن، بدليل الاتجاه المفرط إلى شي اللحوم بطرق مبتكرة هذا أمر جميل، والعيد فرصة تحب العائلات إقامة الولائم فيها في الهواء الطلق وشيّ كميات كبيرة من اللحوم، لكن ما تجهله الأغلبية أن استعمال "البربكيو" أخطر بكثير من "الشاليمو" أو "الطابونة"، لماذا؟ يسأل ويجيب: لأن الكثير من المواطنين عندما يقتنون مختلف أجهزة الشواء لا يعرفون كيف يستعملونها و"البربكيو" عادة لديه وسائل خاصة حتى يشتعل بها وهي عادة قطعة صغيرة من الحجر تباع في الأسواق، لكن للأسف الأغلبية يستعملون البنزين أو الكحول وما يحدث في هذه الأثناء رجوع اللهيب إلى الوجه واليدين، والنتيجة حروق وتشوهات بدرجات مختلفة. لا تستقبل مصلحة المحروقين بعيد الأضحى الحوادث الناجمة عن الحروق فقط، وإنما العديد من الحوادث الناجمة عن سوء استخدام السكين عند عملية الذبح والسلخ، يقول الياس ويشرح: "في كثير من الأحيان، يتسبب بعض البالغين من الذين يعتقدون أنهم يتقنون عملية السلخ أو الذبح أو حتى التقطيع، في حوادث خطيرة ينتج عنها بتر أصابعهم أو شق بطونهم، فمثلا من الحوادث التي وقعت لبعض المواطنين وجعلتهم يرقدون في المستشفى لأيام؛ إقدام البعض على قطع أصابعهم عند تقطيع "البوزلوف" أو الأضحية بالخطأ، أو عند عملية السلخ، بحيث يجعل السكين متجها نحوه وعند الشد بقوة يدخل السكين في بطنه أو صدره، دون الحديث عن الحوادث البسيطة التي تتمثل في الجروح المختلفة التي لا يتقدم فيها المصابون إلى المصالح الاستعجالية". وأهم ما ينبغي التقيد به في عيد الأضحى، يقول منسق النشاطات شبه الطبية؛ إبعاد الأطفال ما أمكن عن مكان النحر أو الطبخ أو التقطيع، وعلى البالغين التحلي بروح المسؤولية وأخذ ما أمكن من الحيطة والحذر لتجنب وقوع الحوادث التي تفسد بهجة العيد.