تعتبر السعودية من البلدان التي تتميز بروحانياتها خلال شهر رمضان خاصة، إلا أن الحال اليوم يختلف وهو ما تحسر عليه العديد من المسنين بهذا البلد، حيث اعتبروا أن ظهور الفضائيات أفقد هذا الشهر الفضيل نكهته الخاصة ببرامج لا تمت لرمضان بصلة، ويذكر كيف كانوا يعيشون حالة من الروحانية منذ إعلان رؤية هلال هذا الشهر المبارك، والأكلات التي انقرضت بمرور الأيام، متمنين من الشباب استعادة العادات الجميلة التي فقدت في عصر المادة والفضائيات، مع الحفاظ على العادات الاخرى في عصر العولمة كما تمنى هؤلاء أن يعي الشباب فضل هذا الشهر ويقضوه في مرضاة الله بعيدا عن الفضائيات والسهر وشرب الشيشة، وحسب مصادر إعلامية سعودية فإنه خلال شهر رمضان تعرف أرصفة بعض الشوارع على غرار وسط جدة ازديادا في عدد »البسطات« الرمضانية التي تروج لمختلف السلع التي تتسابق العائلات للظفر بها قبل حلول عيد الفطر، وتوجد أمام هذه البسطات مطاعم بسيطة متنقلة تبيع المأكولات الشعبية كالكبدة، وقد اعتبر السكان أن تحول هذه الارصفة الى أماكن للتجارة يعطي لرمضان نكهة خاصة. ولأن رمضان يتزامن هذا العام مع فصل الصيف وموسم البطيخ، فإن هذه الفاكهة أصبحت وجبة أساسية على مائدة الافطار لأنها تروي ظمأ الصائمين، الذين يرون فيها فوائد صحية متعددة ففي منطقة جازان مثلا يكثر الإقبال على هذا النوع من الفاكهة التي يطلق عليها »الحبحب« ويجعلها الكثيرون طبقهم الحلو على مائدة الإفطار، وقد ازداد عرضها في الأسواق لتغطية الطلب المتزايد عليها، فحتى الأسعار يراها الزبائن مناسبة كثيرا. في حين يعتبر الفول و"السمبوسك" من الأكلات الرمضانية التي تجد إقبالا كبيرا لدى الغالبية في السعودية، فمع اقتراب موعد الافطار تشهد الطرق المؤدية إلى محال الفول الشهيرة بجدة مثلا اختناقات مرورية كبيرة. وتكثر في شهر رمضان زيارة الأماكن المقدسة وتأدية العمرة وهو ما دفع بالبعض إلى تحويل عدد من المقيمين في مكة لأداء العمرة عن العجزة ومن لا تساعدهم ظروفهم على تأديتها إلى مهنة يجنون منها ارباحا طائلة خلال شهر رمضان المبارك، وتختلف من شخص لآخر حسب الاتفاق ووقت أداء الشعيرة وحسب ذات المصادر فهناك مجموعة من خارج المملكة أيضا يوكلون أشخاصا لتأدية العمرة بدلا عنهم مقابل مبلغ محدد في رمضان، ويرى بعض الموكلين ان التوكيل للعمرة غنيمة كبيرة فهو أجر وعبادة من جهة وعمل ومال من جهة أخرى يستطيع الوكيل أن يتعبد في الأيام المباركة، ويعتمد على نفسه، ومن ثم يؤدي الشعيرة عن المرضى أو المتوفين.