كشف مدير المتحف الوطني للمجاهد، الدكتور مصطفى بيطام، عن تسجيل 6 آلاف شهادة حيّة لمجاهدين ومجاهدات في إطار برنامج وزارة المجاهدين، الرامي إلى جمع معلومات وشهادات من ساهموا في ثورة التحرير المجيدة لاستغلالها في كتابة التاريخ الوطني، وتاريخ الثورة التحريرية والحركة الوطنية. وأوضح الدكتور بيطام، أن هذه الشهادات توجد حاليا في طور الفرز والفهرسة والرقمنة لوضعها تحت تصرف الباحثين والدارسين لتوظيفها في كتابة تاريخ المقاومة والثورة التحريرية. وأوضح مدير متحف المجاهد، في تصريح على هامش "لقاء جماعي ثان مع مجموعة من المجاهدين والمجاهدات لتسجيل شهادات حيّة" أن مؤسسته في سباق مع الزمن لإثراء الذاكرة بكل ما بحوزة المجاهدين والمجاهدات من وثائق وأشياء متحفية، ولجمع أكبر عدد من الشهادات للمجاهدين والمجاهدات في إطار جماعي علاوة على الشهادات الفردية في المتحف الوطني أو في منازل المجاهدين أو في أي مؤسسة متحفية تابعة لوزارة المجاهدين. كما أكد الدكتور بيطام، أن دور المتحف وإدارة المتحف في هذه العملية في البداية تكمن في دعوة أي مجاهد ومجاهدة للإدلاء بشهادة وأية معلومة دون أن نقيدهم أو نفرض عليه منهجية معينة، لتسلم للباحثين والمختصين الذين لهم طريقة منهجية علمية في استقراء الأحداث وتحليلها والتعليق عليها وتفحص المادة شهادة بشهادة، ومن ثمة توظيفها في ما يرونه يتماشى والخطة المعدة لكتابة التاريخ الوطني. ويرى السيد بيطام، أنه لا يزال هناك عدد لا يستهان به من المجاهدين والمجاهدات على قيد الحياة، داعيا وسائل الإعلام إلى العمل كل ما بوسعها من أجل التحسيس بضرورة وأهمية جمع الوثائق والشهادات الحيّة للسماح بالوصول إلى كل المجاهدين على مستوى كل التراب الوطني المتواجدون في المدن والقرى. مشيرا إلى أن أبناء الشهيد وأرامل الشهداء وأصدقاء الشهيد معنيون أيضا بالإدلاء ببعض المعلومات، والذين يحوزون دون شك على معلومات التي لا بد أن تسلم إلى مثل هذه المؤسسات (المتحف الوطني للمجاهد)، والمتاحف الأخرى التي أنجزت من أجل الغرض أي لتخليد مآثر المقاومة والحركة والوطنية والثورة التحريرية. وبخصوص الشهادات التي أدلت بها مجموعة من المجاهدين الذين التقوا أمس، بالمتحف الوطني للمجاهد، أجمع هؤلاء على أن الثورة التحريرية تبقى الملحمة الثورية والتاريخية، ملحمة ثورة التحرير المجيدة، الملحمة الرائدة عبر التاريخ وسردوا بالمناسبة بعد تفاصيل مسيرتهم الثورية. وأكدوا في تدخلاتهم أن على ضرورة العمل لاطلاع شريحة الشباب أكثر على تاريخ وطنهم وثورتهم التحريرية معبّرين عن تخوفهم من بقاء هذه الفئة المدعوة إلى رفع المشعل، في قطيعة مع مجتمعهم ووطنهم وكل ما يهم مستقبل بلدهم. ودعا المجاهد زيغود عبد الرحمان، في هذا السياق إلى إشراك الشباب أكثر في مسألة حماية الوطن وتحصينه فيما أجمع المجاهدون الذين نشطوا اللقاء إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود من طرف جيل الثورة، لإيصال رسالتهم للشباب والأجيال المقبلة المتضمنة قدسية الحفاظ على الوطن والإطلاع على تاريخه والذي بدونه لا يمكن صناعة مستقبله.