لم تمر هزيمة مولودية وهران في ملعب براكني بالبليدة أمام الاتحاد المحلي، مرور الكرام بمعاقل الأنصار الذين عبروا صراحة عن تخوفهم الكبير من عودة فريقهم هذا الموسم إلى عادته القديمة، وهي اللعب على ضمان البقاء، بعدما سمعوا تصريحات متفائلة من المدرب الفرنسي، جان ميشال كافالي من أن هذا الموسم، هو موسم "الحمراوة" بامتياز حتى مع وجود فرق وأسماء أندية كبيرة، يتقدمها اتحاد العاصمة ووفاق سطيف وغيرهما، غير أن الواقع أراد شيئا آخر، وصدمهم من حيث الأداء والحصيلة الفنية المسجلة إلى حد الآن من قبل مولوديتهم. فتلقي الأهداف بغزارة واختراق خط الدفاع بتلك السهولة، وهو الذي كان مفخرة "الحمراوة" العام الماضي، أضحى فعلا أمرا محيرا لديهم، ولكل المتتبعين لحيثيات البطولة الوطنية، وتساءلوا عن الأسباب التي جعلت الدفاع يتلقى في ثمانية لقاءات ما تلقاه في ثلاثين جولة الموسم الماضي، ولم يكونوا ليسكتوا بعد هزيمة البليدة، وهم الذين كانوا يظنون أن زملاء القائد براجة سيطوون مصير ذلك اللقاء بيسر، مستثمرين في مشاكل الاتحاد، لكن العكس حصل، وفاجأهم هذا الأخير بإرادة قوية، تجاوز بها تلك المشاكل، وهزم من ظنوا أنفسهم منتصرين مسبقا، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات وانتقادات "حمراوية" لاذعة، وصلت حد مطالبة كافالي بالاستقالة، وأخف هذه الانتقادات طالبته بمراجعة حساباته وخياراته قبل فوات الآوان، عوض التحجج بحجج واهية كالتحكيم، وعاتبته كثيرا على النهج الدفاعي المحض الذي ظل وفيا له منذ إشرافه على العارضة الفنية للمولودية الوهرانية، حيث غالبا ما يعتمد على لاعبين مهاجمين يتحولون إلى مدافعين على الرواقين، ويحرم عناصر أخرى من تقديم الأفضل عندها، لما يقحمها في مناصب غير متعودة على اللعب فيها كبراجة والعربي، ومؤخرا الشاب حلايمية الذي لعب في خط المنتصف، وهو الذي نال الاستحسان الكبير كمدافع أيمن. كما طالب "الفايسبوكيون الحمراوة" من كافالي التفرغ كليا للجانب الرياضي وعدم الانشغال بأمور المحيط التي هي من اختصاص المسيرين بحسبهم، والتفكير في تبني خطة هجومية فعّالة لانتزاع النقاط الثلاث أمام شبيبة الساورة، منافس المولودية الوهرانية السبت القادم، خاصة وأن هذه الأخيرة ستكون محرومة من قطعتين أساسيتين وهما: العقبي وخاصة المهاجم الليبي محمد زعبية، الذي يعد هدّاف الفريق وقوته الضاربة، والخسارة ستدخل المولودية فعلا في دوامة تعيد سيناريوهات مواسم ماضية كارثية عليها وعلى "الحمراوة"، قضوها متوجسين، وأيديهم على قلوبهم خشية السقوط، وقبل هذا وذاك إقالته من منصبه، ويكون الرئيس بلحاج أحمد المعروف ب«بابا"، قد أصر على الفوز لدى اجتماعه بكافالي أمس، خاصة في ظل الحساسية الموجودة بين "بابا" والرئيس السابق والعضو الفعّال في الساورة، محمد زرواطي. موسى وزياد جاهزان وبن شاعة خارج الخدمة أما على صعيد التشكيلة، فقد تأكد غياب الشاب بن شاعة الذي لازالت الآلام تلاحقه، بعد الإصابة التي تلقاها في تربص المنتخب الوطني الأولمبي مما جعله في حيرة من أمره، ولا يعرف تاريخ عودته إلى جو المنافسة، في حين يكثف المهاجم موسى من تدريباته مع المجموعة وبمفرده، حتى يكون جاهزا لموقعة الساورة، شأنه في ذلك شأن المدافع زياد.