تحولت أهم شوارع العاصمة هذه الايام وقبيل الدخول المدرسي إلى فضاءات لعرض اللوازم المدرسية مثلما هو الحال بشارع العربي بن مهيدي، أحمد بوزرينة، العقيد لطفي عمار القامة وفرحات بوسعد، حيث أضحت أرصفة هذه الشوارع متاجر متنقلة لمختلف السلع. تصبح عملية اقتناء الملابس واللوازم المدرسية قبيل كل دخول مدرسي جديد هاجس الاولياء والابناء على حد سواء، خاصة بالنسبة للعائلات ذات الدخل المحدود والتي تلجأ إلى السوق الموازية نظرا لانخفاض الأسعار مقارنة بالمحال التجارية التي يرى البعض بأنها لا تتلاءم وقدرتهم الشرائية خاصة في السنة الجارية أين تزامن الدخول المدرسي مع شهر رمضان الكريم وكذا مع لوزام عيد الفطر. يتراوح سعر المحفظات المدرسية المخصصة لتلاميذ الطور الابتدائي بين 1200 و2200 دج، أما المآزر فيصل ثمنها إلى 950 دج. ويعمد بعض أصحاب المحال التجارية إلى تحويل نشاطهم التجاري فمنهم من كان مختصا في بيع الحقائب والالبسة النسائية فيغير نشاطه مؤقتا وأصبح يقوم بعرض كل ما يخص الاطفال واللوازم المدرسية. ويعمل ممارسو التجارة الموازية وباعة الأرصفة على جلب الزبائن ذوي الدخل البسيط من خلال عرضهم للبضائع بأثمان تنافسية وبالرغم من أنها ليست ذات جودة عالية إلا أنها تلبي الطلب، الأمر الذي أدى إلى تحول شوارع أحمد بوزرينة، عمار القامة، ساحة الشهداء، شارع باب الوادي، العقيد لطفي، العربي بن مهيدي وغيرها إلى أسواق متنقلة خاصة بالأدوات المدرسية. ويتراوح ثمن المآزر عند باعة الارصفة بين 150 دج و300 دج في حين نجدها في المحال التجارية ب 500 إلى غاية 950 دج، أما سعر المحفظة في السوق الموازية فيتراوح بين 250 دج و400دج حسب نوعية المحفظة، الأمر الذي استحسنه أغلبيه قاصدي هذه الأماكن وحسب ما أكد لنا بعض المواطنين فإن السلع المعروضة في متناول الأسر البسيطة ومحدودة الدخل وكثيرة العدد خاصة إذا كان عدد المتمدرسين أكثر من ثلاثة أطفال في العائلة الواحدة.
أصحاب المحال مستاءون رغم الإيجابيات التي تحققها التجارة الموازية للمواطن البسيط من خلال الاسعار المعقولة لجل البضائع المعروضة فإن باعة الأرصفة يتسببون في ازعاج سكان البنايات المحيطة بهم نتيجة العدد الهائل من الزبائن، علاوة على النفايات التي يخلفها الباعة كل مساء، أما من ناحية تجار المحال فحدث ولا حرج، فأغلبيتهم مستاءون من هؤلاء الباعة، وقد أرجع أصحاب بعض المحال سبب اختلاف الاسعار إلى كون باعة الارصفة لا يتقيدون بالتزامات دفع ايجار المحل والضرائب وغيرها. كما أرجع البعض السبب الى اختلاف نوعية البضائع وظاهرة التقليد، فأغلبية السلع المتواجدة بالسوق الموازية هي بضائع صينية وليست ماركات معروفة في الساحة. لكن وبالرغم من كل هذه المفارقات يظل باعة الأرصفة الوجهة الوحيدة للعائلات ذات الدخل البسيط في ظل التهاب الأسعار بالمحال التجارية الخاصة ببيع اللوزام المدرسية.