قرر رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، رفع منحة التمدرس السنوية للتلاميذ من 2000 إلى 3000 دج ليستفيد من هذا الارتفاع 3 ملايين تلميذ متمدرس، وذلك بمناسبة الدخول المدرسي المقرر بعد غد السبت.جاء ذلك بمناسبة الاجتماع المصغر المخصص لقطاع التربية الوطنية، حيث أبدى الرئيس بوتفليقة ملاحظات حول المستوى الذي بلغه إصلاح منظومة التربية الوطنية ووجه تعليمات حول مستقبل هذا القطاع الحيوي. وفي هذا الصدد أكد رئيس الجمهورية أن الجهود التي تكرّسها الجزائر لتربية أطفالها لا يشهد لها مثيل، موضحا أن "الأمر لا يتعلق بتصريح سياسي وإنه لمن السهل الوقوف عنده من خلال معطيات المنظمات الدولية، لاسيما منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)". وفي هذا الصدد، اعتبر الرئيس بوتفليقة أن هذه النتائج تعكس "الإرادة الراسخة التي تحذو بلدنا منذ استرجاع استقلاله في التحكم من جديد في زمام قطاع التربية التي حرم منها شعبنا خلال العهد الاستعماري. كما أنها تجسد عزمنا على بناء مستقبل الجزائر من خلال العمل على تحسين واقعها اليومي" . وأضاف رئيس الجمهورية أن "الأشواط التي تم قطعها على نهج إصلاح التربية الوطنية قد سمحت لنا خلال هذه العشرية بتدارك التأخر المسجل على مدى سنوات أزمة العشرية المنصرمة، وبتحسين المستوى في كل المجالات سواء تعلق الأمر بتكوين الأساتذة أو البرامج أو أخيرا نتائج الامتحانات البيداغوجية". غير أن كل هذه الخطوات تنتظرها خطوات أخرى، لأن "المدرسة تبقى حجر الزاوية للتنمية ولمستقبل البلد" وذلك بالأخذ بعين الاعتبار ثلاثة تحديات التي يتوجب رفعها. ويتعلق التحدي الأول بترسيخ "الهوية الوطنية لدى أطفالنا وشبابنا سواء فيما تعلق باللغة والثقافة أو بالقيم الحضارية وتاريخنا"، إذ أنه "بفضل هذه المؤهلات سيصبح أطفال الجزائر وشبابها في المستقبل مواطنين ومواطنات لجزائر تكون قد أصلحت ذات بينها وتخلصت من كل آثار المأساة الوطنية، جزائر تكون قادرة على مواجهة العالم، جزائر تغرس عبر الأجيال واجب الذاكرة تجاه ماضيها المجيد" -يضيف رئيس الجمهورية -. والاعتبار الثاني خاص بترسيخ المكانة التي ينبغي أن تتبوأها التربية المدنية وترقية حس المواطنة في المنظومة التربوية الوطنية، حيث أشار الرئيس بوتفليقة إلى أنه رغم تحرر الجزائر تماما من التبعية المالية واستعادتها الأمن عبر كامل التراب، إلا أنها ما زالت تعاني من آفات أخرى خلفتها الأزمة منها غياب الحس المدني وانحرافات أخرى عديدة تشوب الانسجام الاجتماعي وتعرقل الجهود المبذولة في سبيل التنمية. أما التحدي الثالث فهو خاص بغرس بذور المعرفة العلمية والتقنية لدى أطفالنا، إذ أوضح رئيس الجمهورية أنه "لزام علينا أن نكسب معركة رد الاعتبار للفروع العلمية التي يجب أن تحتل المكانة الرئيسية في الطور الثانوي إذا كنا نسعى بحق للقضاء على التسرب المدرسي والبطالة في أوساط حاملي الشهادات على كل المستويات" مضيفا "أن الجزائر التي تعتزم بناء مجتمع حقيقي للمعلومات والتكنولوجيات الحديثة لاستدراك ما فاتها في هذا المجال يجب أن يكون بوسعها الاعتماد على المدرسة لكسب هذه المعركة". وقد تناول العرض الذي قدمه بالمناسبة وزير التربية الوطنية مدى تقدم إصلاح التربية الوطنية والتحضيرات للدخول المدرسي 2008 - 2009. وسيتميز الدخول المدرسي الجديد باستقبال مجموع 8054000 تلميذ (زيادة بنسبة 4ر5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية) منهم 443000 في التعليم التحضيري 3250000 في الطور الابتدائي (زيادة بنسبة 2 بالمائة) 3365000 في الطور المتوسط و1006000 في الطور الثانوي. وقد برز نجاح الإصلاح من خلال مراجعة برامج التعليم، حيث مست هذه العملية إلى حد الساعة 185 برنامج شهد 134 منها تخفيفا. وتغطي البرامج التي تم تخفيفها أطوار التعليم الثلاثة كما عرفت تقليصا للحجم الساعي يتراوح بين ثلاث ساعات في الطور الابتدائي، وساعة واحدة في بعض فروع الطور الثانوي.