إثر النقاش المخصص لملف التربية ابدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملاحظات حول المستوى الذي بلغه إصلاح منظومة التربية الوطنية و وجه تعليمات حول مستقبل هذا القطاع الحيوي. لقد سجل رئيس الجمهورية أولا أن الجهود التي تكرسها الجزائر لتربية أطفالها لا يشهد لها مثيل. و أوضح الرئيس بوتفليقة أن "الأمر لا يتعلق بتصريح سياسي و إنه لمن السهل الوقوف عنده من خلال معطيات المنظمات الدولية لاسيما منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (اليونيسكو). هذه النتائج تعكس الإرادة الراسخة التي تحذو بلدنا منذ استرجاع استقلاله في التحكم من جديد في زمام قطاع التربية التي حرم منها شعبنا خلال العهد الاستعماري. كما أنها تجسد عزمنا على بناء مستقبل الجزائر من خلال العمل على تحسين و اقعها اليومي". و اضاف رئيس الجمهورية أن "الأشواط التي تم قطعها على نهج إصلاح التربية الوطنية قد سمحت لنا خلال هذه العشرية بتدارك التأخر المسجل على مدى سنوات أزمة العشرية المنصرمة و بتحسين المستوى في كل المجالات سواء تعلق الأمر بتكوين الاساتذة أو البرامج أو أخيرا نتائج الامتحانات البداغوجية ". "ان كل هذه الخطوات تنتظر خطوات أخرى لأن المدرسة تبقى حجر الزاوية للتنمية و لمستقبل البلد" كما اكد الرئيس بوتفليقة الذي حدد لقطاع التربية الوطنية ثلاث تحديات يجب رفعها. فينبغي في المقام الأول ترسيخ الهوية الوطنية لدى أطفالنا و شبابنا سواء فيما تعلق باللغة و الثقافة أو بالقيم الحضارية و تاريخنا. و اكد رئيس الجمهورية في هذا السياق انه "بفضل هذه المؤهلات سيصبح أطفال الجزائر و شبابها في المستقبل مواطنين و مواطنات جزائر تكون قد أصلحت ذات بينها و تخلصت من كل اثار الماساة الوطنية جزائر تكون قادرة على مواجهة العالم. جزائر تغرس عبر الأجيال واجب الذاكرة تجاه ماضيها المجيد". و في المقام الثاني يتعين ترسيخ المكانة التي ينبغي أن تتبوأها التربية المدنية و ترقية حس المواطنة في منظمتنا التربوية الوطنية. بهذا الخصوص قال الرئيس بوتفليقة أن "الجزائر تحررت تماما من التبعية المالية و استعادت الأمن عبر كامل التراب لكن بلدنا ما زال يعاني من آفات أخرى خلفتها الأزمة منها غياب الحس المدني و انحرافات أخرى عديدة تشوب الانسجام الاجتماعي و تعرقل الجهود التي نبذلها في سبيل التنمية. حيال هذه المشاكل ينبغي تقديم حلول مختلفة لكن تبقى التربية و الحس المدني و روح المواطنة الحل الامثل و الانسب باعتبارها ثلاث مهام على المدرسة أن تبذل من اجلها مزيدا من الجهود". في المقام الثالث ينبغي على التربية الوطنية أن تغرس لدى أطفالنا بذور المعرفة العلمية و التقنية. في هذا الصدد أوضح رئيس الجمهورية أنه "لزام علينا أن نكسب معركة رد الاعتبار للفروع العلمية التي يجب أن تحتل المكانة الرئيسية في الطور الثانوي إذا كنا نسعى بحق للقضاء على التسرب المدرسي و البطالة في أوساط حاملي الشهادات على كل المستويات" مضيفا "أن الجزائر التي تعتزم بناء مجتمع حقيقي للمعلومات و التكنولوجيات الحديثة لاستدراك ما فاتها في هذا المجال يجب أن يكون بوسعها الاعتماد على المدرسة لكسب هذه المعركة". في هذا الصدد أمر رئيس الجمهورية الحكومة بالعمل في إطار البرنامج الخماسي 2009-2014 على تزويد قطاع التربية الوطنية بالموارد و الوسائل الموجهة لتعميم تعليم الإعلام الآلي و تكنولوجيات الإعلام الحديثة في كل أطوار التعليم بما فيها الطور الابتدائي. قبل أن يختم هذه الجلسة التقييمة التي تسبق بايام قليلة الدخول المدرسي للسنة الجارية قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رفع منحة التمدرس السنوية من 2000 الى 3000 دج . و يستفيد من هذا الارتفاع 3 ملايين تلميذ متمدرس. وقد جاءت هده الجلسة ايما فقط قبيل الدخول المدرسي اين تطرح العديد من التحديات من بينها الاكتظاظ في الاقسام وتغيب كلي للنقابات المهنية في عملية الائلاح التربوي الدي انتقد ادائه الرئيس بوتفليقة في احدى خرجاته.