احتضن ديوان رياض الفتح بالعاصمة، من 30 أكتوبر إلى 03 نوفمبر الجاري، أسبوع الذاكرة التاريخية، وعرف مشاركة الولايات ال48 للجمهورية عبر متاحفها الجهوية للمجاهد، حيث تم تقديم عروض تفصيلية لمحتويات كل متحف، إضافة إلى تقديم نبذات تاريخية عن الولايات التاريخية الخالدة لجهات الوطن الأربع، مع مشاركة مميزة ل''معرض الذاكرة التاريخية 1830-1962"، وهو معرض دائم تحت إشراف وزارة المجاهدين، يدعو المواطنين بكل أطيافهم إلى إجراء رحلة عبر الزمن في تاريخ الجزائر. قالت السيدة سليمة ثابت، مسؤولة معرض الذاكرة التاريخية في تصريح ل''المساء"، أن هذا المعرض يقع في حديقة الوئام المدني بابن عكنون، يحكي تاريخ الجزائر منذ 05 جويلية 1830 إلى 05 جويلية 1962، وهو دائم يمكن للمواطنين زيارته والوقوف على أهم مراحل التاريخ الجزائري منذ الاحتلال إلى الاستقلال، "أما خصوصية المعرض، فتكمن في اعتماده على الوسائل السمعية البصرية، من شاشات العرض وزيارات افتراضية للمواقع التاريخية التي هي تحت وصاية وزارة المجاهدين، "وهي تقنيات اعتمدنا علينا لجلب أنظار الجمهور الشاب والأطفال بهدف فهم أحسن لتطور التاريخ الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي"، تقول المسؤولة. ويزور هذا المعرض بين 600 إلى 700 شخص خاصة في عطل نهاية الأسبوع، وتسجل أجنحة تقنيات السمعي البصري، خاصة الشاشات اللمسية، إقبالا كثيفا للاطلاع على ما يجود به من ذاكرة تاريخية لأجيال المستقبل، وتشير المتحدثة إلى أن الزيارات تكون ممنهجة ومؤطرة، حيث يقسم الزوار عبر أفواج ويشرف على كل فوج مرشد هو في الواقع مختص في التاريخ، يشرح للزوار، خاصة الأطفال منهم، كل حقبة تاريخية وأهم ميزاتها، علما أن فيه من الزوار تلاميذ وطلبة يجرون بحوثا مدرسية أو مذكرات نيل شهادات عليا. وافتتح معرض الذاكرة التاريخية في 11 أكتوبر 2014، بمناسبة ستينية اندلاع الثورة، وحقق أهدافه المرجوة "والمتمثلة أساسا في الاقتراب أكثر من المواطنين لترسيخ التاريخ، خاصة عند النشء، بطريقة جديدة وتقنيات ذكية، فعملنا على اختصار المعلومات التاريخية الموجودة أصلا في آمات الكتب وفي المناهج الدراسية، إلا أننا عملنا على تسهيلها أكثر وجعلها للنشء أقرب". نشير إلى أن معرض الذاكرة التاريخية مقام على مساحة إجمالية تقدر ب2851 مترا مربعا، به 17 فضاء و550 مترا من مسار العرض. يقدم 391 وثيقة تاريخية و780 صورة و502 من النصوص التاريخية. يقدم كذلك ضمن مساحة عرضه 14 مجسما و11 تمثالا نصفيا (خاصا بالمقاومات الشعبية)، كما يتكون المعرض من فضاءات موضوعاتية تشكل المسار البيداغوجي له، وكل فضاء مدعم بمستندات مادية وركائز ووسائل توضيحية تسمح للزائر بالتنقل والإبحار في الأحداث والمواضيع بكل سهولة وبطريقة جذابة تعتمد على توظيف التكنولوجيات الحديثة متعددة الوسائط في عملية التبليغ والإيصال، إلى جانب الاعتماد على الطريقة التفاعلية والإبداعية في تثمين وتبليغ المعرفة وتقديم المعلومات. ومن فضاءات المعرض، ذلك الخاص بالطفل والذاكرة، حيث تؤكد نفس المسؤولة على أنه تم تخصيص فضاء بيداغوجي للأطفال، يتمثل في تنظيم مسابقة عنوانها "أعرف تاريخك"، يشارك فيها كل طفل يزور المعرض، والأسئلة موجودة في الكمبيوتر، تتمحور حول المواضيع والأحداث التي تم التطرق إليها في هذا المعرض.