تم أول أمس، تدشين »معرض الذاكرة» حول تاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962 بمقره الدائم حديقة التسلية بن عكنون الجزائر العاصمة. وحسب المنظمين يسمح هذا المعرض الذي صممه المخرج السعيد عولمي من استكشاف ومعرفة تاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962والتعمق فيه عبر مختلف الأزمنة بهدف صيانة الذاكرة الجماعية والحفاظ على الوحدة الوطنية. وينقسم هذا المعرض الذي يتكون من فضاءات موضوعاتية إلى محورين الأول »تاريخ وذاكرة» والثاني »الذاكرة في نظرات متقاطعة». ويسمح هذا المعرض الذي يقع على مساحة 2851 متر مربع للزائر الإبحار في الأحداث بطريقة »سلسة جذابة» تعتمد على التكنولوجيات الحديثة وطرق التبليغ من مستندات مادية ووسائل توضيحية (مجسمات وشهادات مسموعة ومرئية ..). ويشمل محور»تاريخ و ذاكرة»ستة فضاءات تتمثل في رؤساء الدولة الجزائرية و الفترة التي عاشتها الجزائر قبل الإستعمار الفرنسي من جهة والجمال الذي تميزت به أزقتها و سطوحها من جانب أخر فضلا عن عرض صور حول المساجد والمدارس التي كانت متوفرة ناهيك عن الأسطول والميناء قبل سنة .1830 و من جهة أخرى تناول الجناح المخصص ل»كرونولوجيا الأحداث»مختلف المقاومات الشعبية والحركة الوطنية الثورة التحريرية مع التوقف عند أهم الأحداث التاريخية الكبرى ولاسيما مقاومة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة،إلى جانب التعريف بدور الكشافة الإسلامية وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ترسيخ مقومات الوطنية الدين و اللغة بهدف نشر الوعي الثقافي وصولا إلى مجازر 8 ماي .1945 ويعرج المعرض في عدة أجنحة على الجرائم البشعة واللانسانية التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري خاصة طرق التعذيب البشعة التي طالت النساء والرجال منهم وتنفيذ حكم الإعدام في حق الشهيد أحمد زبانة مدعومة بشهاداته المكتوبة ، وصولا إلى المحتشدات والمعتقلات الفرنسية التي أدمجت فيها وسائط بالصوت والصورة تنادي بالحرية والإستقلال فضلا عن مجسمات لخطي شال وموريس والأسلحة المحرمة التي استعملتها المنظمات الإرهابية. ومن جهة أخرى سمح هذا المعرض الذي أشرف على تدشينه وزير المجاهدين الطيب زيتوني برفقة عدد من الوزراء بإبراز التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية. كما تضمن هذا المعرض من خلال ثمان فضاءات أخرى منها المعارض المناسباتية وأول معرض خصص لتاريخ ترحيل الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة ومصير أحفادهم ومعرض حول المرأة والطفل إبان الثورة وأخر حول الصحة إبان الثورة والإعلام الإتصال إلى جانب معرض حول جيش التحرير الوطني و التسلح. وخصص المعرض أيضا فضاءات أخرى منها فضاء للطفل يتميز بتنظيم مسابقة عنوانها »إعرف تاريخك»ونادي للشباب ومكتبة الذاكرة وكذا فيلم الذاكرة و شهادات مسجلة لمن صنعوا ملحمة الجزائر، فضلا عن فضاء الهبات مكون من وثائق و ألبسة ووثائق استرجعت من المواطنين للحفاظ على الذاكرة الجماعية وفضاء الندوات وعروض الأفلام. وفي تصريح أدلى به وزير المجاهدين عقب زيارة المعرض أكد بأن هذا المعرض سيكون فضاء مفتوحا للباحثين والطلبة والأساتذة للإطلاع على تاريخ الجزائر، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء معارض أخرى عبر ولايات منها ماهو في طور الإنجاز بكل من قسنطينة وورقلة ووهران. وفي هذا الصدد دعا الشباب الجزائري إلى الإفتخار بتاريخه وما قدمه أسلافه من تضحيات ، كما أكد على أن تكون الإحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لاندلاع الثورة» شعبية».