تضمن معرض «ذاكرة وانجازات» الذي تميز بدقة وإبداع متناه عدة فضاءات تسمح للزائر بمعرفة واستكشاف تاريخ الجزائر الغني بالأحداث والتضحيات من 1830 لغاية الاستقلال والانجازات التي تحققت فيما بعد، حيث نجد فضاء بعنوان «كرونولوجية الأحداث» الذي يضم تماثيل لأبطال المقاومات الشعبية، الحركة الوطنية، الثورة التحريرية مع التوقف عند أهم الأحداث التاريخية الكبرى. وفضاء للسياسة الاستعمارية يتطرق إلى القوانين الزجرية التي أصدرتها السلطات الاستعمارية من أجل قمع الجزائريين، وآخر لجرائم الاستعمار البشعة واللاإنسانية التي ارتكبها في حق الشعب الجزائري، وجناح بعنوان من ذاكرتنا تبرز التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وآخر بعنوان «الذاكرة: 50 سنة من بعد» يضم فضاء التكفل الاجتماعي، وفيه تبرز الجهود المبذولة من طرف الدولة الجزائرية للتكفل بأرامل الشهداء والمجاهدين وذوي الحقوق أي المنظومة التشريعية والتنظيمية منذ سنة 1962 لغاية 2012، وبناء مراكز التجهيز بالأعضاء الاصطناعية ومراكز الراحة، كما يتم عرض المشاريع المستقبلية لقطاع وزارة المجاهدين. وفي مجال الحفاظ على الذاكرة التاريخية وترقيتها خصص جناح بعنوان «الحفاظ على التراث التاريخي» يتوفر على المتاحف الجهوية وملحقاتها التي تم انجازها عبر مختلف ولايات الوطن، ترميم وإعادة تأهيل مواقع الذاكرة من مقابر الشهداء ومراكز الاعتقال وغيرها، وكذا انجاز المعالم التذكارية. في حين شمل محور نظرات متقاطعة عدة فضاءات مخصصة للذاكرة في جميع أشكالها منها نظرة الأطفال والشباب للذاكرة، يضم ورشات بيداغوجية وترفيهية للأطفال والشباب تتمثل في تنظيم عرض للوحات الزيتية، مسابقة عنوانها «أعرف تاريخك» ومسابقات في الرسم والكتابة. ضف إلى ذلك جناح لعرض الأفلام والأشرطة الوثائقية حول تاريخ الجزائر بحضور مخرجين وسينمائيين، فضاء الهبات يعرض فيه بعض الهبات من وثائق وألبسة وأشياء أخرى خاصة بتاريخ الجزائر والتي تبرع بها المواطنون للمتاحف، مع إبراز أهمية هذه العملية وتشجيعها من أجل استرجاع كل ما له علاقة بالذاكرة التاريخية. وبالمقابل، فإنه سيخصص طيلة المعرض فضاء يسمح لصناع الملحمة التاريخية بالأمس بسرد ونقل شهاداتهم وهو أمر جيد يمكن الشباب من التواصل مع جيل الثورة والاستماع لشهادات الفاعلين فيها. ولم ينس المعرض الجزائريين الذين رحلوا إلى معتقلات كاليدونيا الجديدة، حيث خصص فضاء لتاريخ هؤلاء ومصير أحفادهم. وقد استخدم المعرض وسائل الإيضاح من نصوص علمية، الوثائق والمخطوطات، الصور الفوتوغرافية والليتوغرافية، المطبوعات، أرشيف سمعي بصري، اللوحات الزيتية، المجسمات بمختلف الأحجام، الألبسة والأشياء المتحفية، الشهادات الحية، الزيارات الافتراضية والخرائط التفاعلية. علما أن المعرض من تصميم السعيد عولمي.