لا يمكن القول إن نصر حسين داي ابتعد كلية عن منطقة الخطر بعد اقترابه من كوكبة مقدمة الترتيب، حيث إن المركز الثامن الذي يتموقع فيه حاليا أصحاب الزي "الذهبي والأحمر" عقب لعب الجولة الحادية عشرة من البطولة، لا يجعلهم في منأى عن العودة إلى أسفل الترتيب بسبب تواجدهم على بعد ثلاث نقاط فقط من أول فريق معني بالسقوط، جمعية وهران، لكن بغضّ النظر عما قد يحدث من تقلبات في البطولة، فإن تشكيلة النصرية عرفت كيف تخرج بشكل سريع من وضعية الإنعاش التي كانت عليها. إذ عادت إلى تسجيل النتائج الإيجابية في الجولات الست الأخيرة، فتعادلت في أربع مباريات، اثنتان منها خارج الديار ضد دفاع تاجنانت واتحاد البليدة، وصنعت انتصارين مستحقين على حساب مولودية الجزائر وشبيبة القبائل، كل هذه النتائج تحققت منذ أن اعتلى المدرب يوسف بوزيدي العارضة الفنية للفريق الذي كان يتخبط في وضعية ميؤوس منها، حتى إن كثيرا من الذين يتابعون أطوار منافسة الرابطة الأولى، لم يكفّوا عن القول إن النصرية ستكون لا محالة بين النازلين إلى الرابطة الثانية، وسرعان ما تغير كل شيء داخل الفريق منذ أن أنجز هذا الأخير تربصا بالمركّب الرياضي "حمّام بورقيبة" بتونس، حيث خضع لاعبوه لعمل كبير في الجانبين البدني والتكتيني، وحتى الجانب المعنوي كان له نصيب كبير في برنامج التحضيرات، حيث لم يكفّ التقنيان بوزيدي ودزيري عن توعية اللاعبين؛ "إنكم لستم أقل مستوى من اللاعبين الذين ينشطون ضمن أندية البطولة الاحترافية الأولى، ولا تنسوا أنكم تحملون ألوان ناد له ماض عريق في كرة القدم الجزائرية". وقد بعث هذا الخطاب الروح في نفوس زملاء المدافع قبلي، الذين تشجعوا بالإرادة والحماس، وسمح لهم ذلك بتحقيق الأهداف المرجوة من محبي النصرية، وبالأخص مدربيهم ومسيّريهم، وعلى رأسهم المسؤول الأول عن النادي محفوظ ولد زميرلي، الذي لم يتوان في تقديم تحفيزات مالية للاعبين؛ من أجل حثهم على التفاني في العمل وتسجيل النتائج الإيجابية في البطولة. ويقول مساعد المدرب بلال دزيري في هذا الشأن: "أظن أن تربص تونس هو الذي شكّل تحولا كبيرا في الفريق، وجعل لاعبيه يشعرون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبإمكانية الخروج بسرعة من منطقة الخطر، فقد عملوا كثيرا خلال هذا التربص، وأخذوا، بشكل خاص، بنصائح الطاقم الفني، بل استوعبوا استراتيجية اللعب التي كان يجب انتهاجها عند استئناف البطولة؛ مما ساعدهم على تسجيل استفاقة حقيقية للفريق، الذي تفادى الخسارة ونجح في تحقيق صعود متميز في ترتيب البطولة، وهذا أهم شيء وصلنا إليه في ظرف زمني قصير"، إلا أن معاناة النصرية في البطولة لم تنته بعد بالنسبة لبلال دزيري، الذي أضاف في هذا الشأن: "المنافسة لازالت بعيدة؛ إذ لم نصل بعد إلى نصفها، ولا بد على اللاعبين من المحافظة على الديناميكية التي يتمتعون بها لكي لا يتراجع مستواهم وحرارتهم". وسيلعب نصر حسين داي الجمعة القادم آخر مباراة له قبل توقف البطولة لمدة خمسة عشر يوما، حيث سيتنقل إلى ملعب الأربعاء "مخلوف إسماعيل " لمقابلة الأمل المحلي الموجود في مؤخرة ترتيب البطولة. وتُعد هذه المواجهة صعبة للغاية على تشكيلة الثنائي "بوزيدي ودزيري" لكون المنافس عادت إليه الروح عقب تعادله في الجولة الأخيرة مع مولودية الجزائر بنتيجة 3 - 3، جعلته يستعد لمواجهة النصرية بنيّة الانتصار عليها، غير أن المباراة ستجري بدون جمهور؛ بسبب العقوبة المسلَّطة على ملعب أمل الأربعاء الذي سيفتقر إلى مناصريه، وهو العامل الذي سيحاول فريق النصرية استغلاله لصالحه وتأكيد بذلك صحوته في البطولة.