تدخل الإدارة الجزائرية مع حلول كل شهر رمضان في سبات عميق يمتد 30 يوما، حيث تتعطل مصالح المواطنين وتتعطل أشغال العديد من الورشات ويقل فيه إنتاج العديد من الوحدات الصناعية، لا لسبب إلا لان العمال صائمون ولا يستطيعون تحمل مشاق العمل، فكم من واحدا تنقل إلى احدى المصالح الإدارية لقضاء حاجته ليصطدم بالبواب يرد عليه أن المصلحة خاوية على عروشها بسبب خروج العمال، فإذا كانوا من جنس الذكور فهم في السوق، أما النساء فيغادرن مواقع عملهن قبل المواعيد المحددة ويتحججن بالمطبخ.. وإذا تحدثنا عن المصالح المتخصصة في استخراج مختلف الوثائق الإدارية فحدث ولا حرج، فقد تجد العامل بالمصلحة يستغل كل الثغرات لمغادرة منصبه لساعات طويلة غير آبه بذلك الطابور الطويل من المواطنين الذين ينتظرون دورهم، وهو ما جعل مثل هذه المصالح تتحول إلى حلبات صراعات ومشادات كلامية لا تنتهي إلا بتدخل أعوان الحراسة، والوضع نفسه ينطبق على باقي المؤسسات الاقتصادية، وهو ما يؤكد أن هناك العديد منا لم يفقه بعد ذلك البعد الحقيقي للصيام، رغم كل الحلقات الدينية التي تقام بالمساجد والندوات التي تحث المؤمن على كبح جوارحه في هذا الشهر الفضيل، والإكثار من العبادة وإتقان عمله مع مد يد المساعدة إن اقتضت الضرورة، وعلى عكس هؤلاء "الصائمين" نجد فئة أخرى تحاول دوما إثبات تواجدها لمساعدة الآخرين، خاصة العائلات المعوزة، وهو ما تسجله مطاعم الرحمة التي استقبلت هذه السنة أعدادا كبيرة من المتطوعين من الشباب خاصة.