مصالح المواطن تتعطل وتنتظر .. في انتظار الموسم القادم يواجه المواطن خلال أشهر الصيف الثلاثة وخاصة شهري جويلية وأوت مشاكل لا حصر لها في الإدارات المختلفة بسبب برامج العطل السنوية وغياب المسؤولين الذين يفضلون قضاء عطلهم بعيدا عن الوطن تاركين ملفات متراكمة ومصالح المواطنين معطلة إلى إشعار آخر، ولا يقف الأمر عند المصالح الإدارية المعروفة فقط بل يتعداه إلى نواب البرلمان الذين يفضلون بدورهم الابتعاد عن مشاكل الناس رغم أنهم انتخبوا على هذا الأساس، وحتى المصالح الوزارية تصبح خالية على عروشها إلا من بعض الخدمات التي لا ترقى لمواجهة المشاكل، فقد اعتدنا أن تموت في الصيف كل الهيئات وتدخل في سبات قد يدوم إلى ما بعد رمضان المبارك، ليواجه المواطن مشاكل تفقده أحيانا التحكم في أعصابه، وإن كانت هذه المصالح لا تقوم بواجبها كاملا حتى في شهور السنة العادية، فإن الوضع في الصيف يصبح كارثيا، والظاهرة مع الأسف تتكرر مع حلول كل صيف دون أن تجد لها حلولا معقولة لأجل تقديم ولو أقل الخدمات للمواطنين في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مقبولة، وإن كانت العطلة السنوية حقا قانونيا لكل موظف أو عامل، فإن الواجب أن تكون هذه العطل مدروسة خاصة بالنسبة للمسؤولين الكبار كالوزراء والنواب والمدراء في المؤسسات الإدارية الهامة، والمشكلة أن الأمور تترك في بعض الأحيان إلى أن يحل فصل الصيف لتبدأ الحلول العشوائية وتعويض المدراء بموظفين غير جاهزين ولا حتى مطلعين على بعض الملفات، وهذا ما يجعل الأمور مؤجلة حتى دخول المسؤول المعني، خاصة في غياب تفويض يخول لبعض الموظفين الإمضاء على وثائق هامة ومستعجلة، لتضيع بذلك مصالح المواطن في زحمة الانتظار وترقب دخول المسؤولين من عطلهم وربما يستسلم بعضهم لليأس خاصة بعد فوات الأوان وتأخر تسليم بعض الوثائق الهامة، وفي غياب سياسة مدروسة من أجل السير الحسن لمختلف إداراتنا، تظل مصالح المواطن رهينة العطلة السنوية وغياب المسؤولين عن مكاتبهم .