عاش العراقيون، أمس، يوما داميا بعد مصرع ستة أشخاص من بينهم مسؤول أمني سام وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين في سلسلة تفجيرات وعمليات هجومية استهدفت مناطق متفرقة في البلاد.واستهدف التفجير الأول، الذي نفذ بسيارة مفخخة، مركز مراقبة للشرطة العراقية بمدينة كركوك وتسبب في مصرع شخصين وإصابة 24 آخرين. وقال الجنرال طورهان يوسف، مساعد قائد فرقة أمن مدينة كركوك، إن انتحاريا فجّر سيارته الملغمة وسط تجمع من الشبان الذين كانوا ينتظرون نقلهم من مركز المراقبة باتجاه مركز آخر قصد توظيفهم في صفوف الأمن. وضمن حلقات مسلسل العنف المتواصل في العراق لقي الجنرال عادل عباس، مسؤول في فرع التحقيقات الجنائية بوزارة الداخلية العراقية، مصرعه إثر تعرضه لهجوم مسلح من قبل مجهولين بالقرب من منزله بالعاصمة بغداد عندما كان يتأهب لركوب سيارته باتجاه مقر عمله في حين أصيب سائقه بجروح. وإذا كان الجنرال عادل عباس لم ينج في الهجوم الذي استهدفه، فإن غسان رضا المسؤول السامي بوزارة المالية نجا، أمس، من محاولة اغتيال استهدفته بالعاصمة بغداد بعدما أصيب في انفجار قنبلة وضعت أسفل سيارته. وعاشت محافظة ديالى أوضاعا أمنية مشابهة على خلفية تمركز عناصر تنظيم القاعدة بها، حيث لقي ثلاثة مدنيين مصرعهم وأصيب ستة آخرون في انفجار قنبلة لدى مرور الحافلة التي كانت تقلّهم في حي بشمال غرب بعقوبة عاصمة المحافظة. وفي ظل استمرار دوامة العنف في العراق وضعت السلطات الأمنية بمحافظة النجف التي تستعد لإحياء ذكرى وفاة الإمام علي رضي الله عنه خطة أمنية خاصة وأن مثل هذه المناسبات الدينية عادة ما تتحوّل الى مأتم بسبب التفجيرات الانتحارية التي تستهدفها. وبموجب هذه الخطة تم نشر 16 ألف عنصر من أفراد الشرطة بالمحافظة المذكورة قصد ضمان أمن الأماكن المقدسة والزوار الشيعة. وقال العقيد علي جريو، الناطق الإعلامي باسم الأجهزة الأمنية في محافظة النجف، إنه سيتم فرض ثلاثة أطواق أمنية حول مدينة النجف الواقعة 161 كم جنوب العاصمة بغداد، بحيث يكون الطوق الأول من قبل عناصر مديرية الشرطة والطوقين الثاني والثالث سيشمل قطاعات وزارة الداخلية والدفاع والعناصر الأمنية الأخرى. وتحتفل الطائفة الشيعية، اليوم، بذكرى وفاة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الذي قتل على يد عبد الرحمن ابن ملجم وهو يصلي صلاة الفجر في جامع الكوفة (20 كم شرق النجف) ويتوافد على مرقده الذي يقع في قلب البلدة القديمة في النجف مئات آلاف الشيعة بالعراق والعالم لأداء مراسم الزيارة بهذه المناسبة في كل عام.