احتضنت الجزائر الاجتماع الوزاري السابع لبلدان جوار ليبيا، لتؤكد مرة أخرى استعدادها لتقديم الدعم لكل الجهود المبذولة للإسراع بإيجاد تسوية للأزمة في هذا البلد. فليبيا التي دخلت نفقا مظلما منذ التحولات التي عاشتها، أصبح مفروضا على كل الأطراف الفاعلة بها ترك الخلافات السياسية جانبا والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ممثلة لكل الأطراف التي تغلب المصلحة العليا لهذا البلد على المصالح الضيقة، ذلك أنه مهما كانت جهود دول الجوار وهيئة الأممالمتحدة، فإن نجاحها مرهون بمدى استجابة الأطراف الليبية وقدرتها على تجاوز خلافاتها. إن الفاعل الرئيسي في التسوية هم الليبيون الذين دعاهم المبعوث الأممي الجديد إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تسمح بإرساء مؤسسات تسير شؤون الليبيين وتضبط الأوضاع الأمنية بالشكل الذي يعيد لليبيا أمنها واستقرارها. ثم إن التوجه يجب أن يكون نحو المصلحة العليا لا غير، حتى ولو تطلب ذلك تنازلات من جميع الأطراف على الساحة الليبية، لأن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وفوق كل اعتبارات أخرى. كما أن تسوية أزمة ليبيا يجب أن تتم في الإطار الذي حددته منظمة الأممالمتحدة بالتنسيق مع دول الجوار والاتحاد الافريقي، حتى لا تتشعب الحلول وتضيع كل الجهود هباء منثورا، وهو ما يتطلب الحذر من أية مغامرات سياسية أو عسكرية خارج هذا الإطار، لأن الأطراف المعنية مباشرة بأزمة ليبيا بحكم الجوار معروفة وعبرت عن استعدادها لدعم المؤسسات الليبية الشرعية حين تأسيسها، وفي مقدمتها الجزائر التي عبرت عن كامل استعدادها لدعم جهود المبعوث الأممي وكذا دعم المؤسسات الليبية المستقبلية.