كشف المدير العام للصندوق الوطني للعطل مدفوعة الأجر والبطالة الناجمة عن سوء الأحوال الجوية لقطاعات البناء والأشغال العمومية والري السيد عبد المجيد شكاكري، أمس، أن الأمطار تُعد المتسبب الرئيس في توقف أشغال ورشات البناء بنسبة 87,59 بالمائة، وهو الأمر الذي دفع بالصندوق إلى إطلاق حملة تحسيسية حول البطالة التي تتسبب فيها الظروف المناخية؛ قصد استقطاب أكبر عدد من المقاولين للتصريح بعمالهم وضمان أجرتهم بشكل عادي. وقد بلغ عدد المقاولين المؤمّنين لدى الصندوق إلى غاية نهاية أكتوبر الفارط، 64167 زبون قاموا بالتصريح بنحو مليون عامل معنيين بالبطالة نتيجة التقلبات الجوية، منهم 75 ألف عامل أجنبي. ويطمح الصندوق اليوم، حسب مديره، إلى استقطاب 300 مؤسسة غير مؤمّنة توظف أكثر من 34 ألف عامل، منها 35 مؤسسة أجنبية تنشط عبر عدد من المشاريع الخاصة لبناء السكنات، الأشغال العمومية والري. وقصد تسهيل إجراءات التصريح تطرق شكاكري في ندوة صحفية بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بالإذاعة الوطنية، إلى عصرنة خدمة "تصريحاتكم" عبر موقع الصندوق بالشبكة العنكبوتية سنة 2012، وذلك من خلال تعميم عملية التصريح عن بعد ابتداء من سنة 2013 لحل إشكالية الاكتظاظ وعناء التنقل من المناطق الداخلية إلى الوكالات التجارية، وهو ما سمح بتسجيل 2929 تصريحا عن بعد من أصل 7200 تصريح. وبخصوص الحملة التحسيسية التي أطلقها الصندوق أمس حول "البطالة التي تتسبب فيها الظروف المناخية"، أشار شكاكري إلى أن الهدف منها هو تعريف العمال بحقوقهم، وشرح آليات استفادة أصحاب المقاولات من تعويض مالي لدفع أجور العمال الذين يشتغلون في الورشات التي تقع في الهواء الطلق، على غرار اشتغال العامل مدة 200 ساعة خلال الشهرين اللذين يسبقان فترة البطالة بسبب الظروف المناخية. وبلغة الأرقام أشار مدير الصندوق إلى استفادة 186289 عاملا منذ بداية السنة وإلى غاية 31 أكتوبر الفارط، من تعويض مالي بقيمة 772,14 مليون دج عن فترة توقف عملهم، في حين تم خلال السنة الفارطة دفع 396,85 مليون دج لصالح 117957 عاملا مصرح بهم. وعلى صعيد آخر، اعترف شكاكري بصعوبة مراقبة الورشات للوقوف على مدى تنفيذ القوانين، على غرار عدم مطالبة العمال بتنفيذ أي نوع من الأشغال خلال فترات التقلبات الجوية، وهو ما جعل المراقبين ال56 التابعين للصندوق ينسقون عملهم مع مفتشية العمل للسهر على تغطية كل الولايات. بالمقابل سيتم في المستقبل القريب التوقيع على اتفاقية مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية؛ قصد تحديد وضعية الطقس بدقة عبر كل الولايات وحتى البلديات، ما يسمح بتحديد مواقيت التفتيش التي تتم خلال الأيام التي تعرف التساقط الكثيف للأمطار والثلوج. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص إمكانية تغطية أجور العمال بالجنوب خلال الأيام التي تشهد ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة، أشار مدير الصندوق إلى إطلاق مشاورات ما بين كل الفاعلين ومصالح الأرصاد الجوية؛ قصد تحديد مقياس درجات الحرارة الشديدة سواء بالشمال أو بالجنوب، وعلى أساس ذلك سيتم إطلاق خدمة لتعويض العمال ابتداء من موسم الصيف لسنة 2016.