كما ركزت الجزائر أيضا - أضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني- على التمكين الفعلي للنساء من الحق في المساهمة في بناء المؤسسات السياسية كمرشحات وناخبات ومنتخبات وفي مختلف مستويات القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ظل دولة اجتماعية تضمن مجانية التعليم والتكوين المهني والصحة والاستفادة من نتائج التنمية بما يضمن عدالة توزيع الدخل الوطني على كل الشرائح الاجتماعية والتوازن بين مختلف المناطق والجهات". وذكر ولد خليفة أنه بفضل الإصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، من أجل بناء منطق حكم يكرس المواطنة الفاعلة كأساس للمشروعية وكمصدر للتشريع وغاية لكل السياسات العامة، تمكنت الجزائر من تكريس منطق حكم ديمقراطي تشاركي مكنها من بناء مؤسسات تتميز بفعالية الأداء ونجاعة في التشريع وعقلانية في التنفيذ. ومن ثمرة هذه الإصلاحات أيضا -قال ذات المسؤول- تمكن الجزائر من تعزيز استقرارها الوطني خاصة مع دحر الإرهاب كتهديد أمني والتغلب على كل أشكال التطرف، وذلك عن طريق التلاحم بين الدولة والمجتمع في مكافحة هذه الآفة باستخدام كل الوسائل القانونية والأمنية والسياسية. واعتبر ولد خليفة في ذات السياق أن لسياسة السلم والمصالحة الوطنية الفضل في استعادة الجزائر لعافيتها في واقع جيوسياسي يعرف تنامي التهديد الإرهابي وهذا ما جعلها جزيرة للأمن في بحر من القلاقل والاضطرابات والمخاوف كما تؤكد ذلك الإحصائيات الدولية حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب وكذلك المؤشرات الشاملة للإرهاب عبر العالم. وبعد أن استعادت أمنها وتعزيز استقرارها، استطاعت الجزائر تنفيذ عدد من المخططات التنموية الخماسية مولتها بمئات ملايير الدولارات والتي مكنها من تحقيق أهداف الألفية للتنمية قبل 2015 مع دعم مناعتها المالية بتكوين احتياطي صرف آمن واستباقي، على حد تعبيره. كما شملت المخططات التنموية -يضيف المتحدث- تطوير استراتيجيات اقتصادية متكاملة في الزراعة والصناعة والخدمات مع بناء شراكات اقتصادية طموحة مع دول كثيرة من مختلف قارات العالم. وعلى الصعيد الإفريقي، تطرق السيد ولد خليفة إلى الجهود التي تقوم بها الجزائر باستمرار اتجاه شقيقاتها من الدول الإفريقية من خلال منح تكوينية عالية التخصص في التكنولوجيا والطب والتسيير وغيرها. أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، حرص الجزائر على ترسيخ المواطنة كمصدر حصري لشرعية النظام السياسي عن طريق دسترة حقوق المواطنين في المشاركة السياسية. موضحا في كلمة ألقاها خلال أشغال المؤتمر الثامن والثلاثين لرؤساء البرلمانات الإفريقية الأعضاء في الاتحاد البرلماني الإفريقي أن الجزائر التي أسست دولتها بعد الاستقلال على القيم والمعايير والمرجعيات التي تبنتها ثورة التحرير، ركزت دائما على ترسيخ هذه المواطنة. كما ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني في هذا الإطار مسح الجزائر لديون العديد من الدول الإفريقية، وذلك من أجل الرفع من قدراتها الوطنية لتحقيق مناعة أكبر لمجتمعاتها والكرامة لمواطنيها إضافة إلى مساعيها الدبلوماسية لحل الأزمات المتراكمة في ليبيا بعدما نجحت في بناء اتفاق للسلم والمصالحة الوطنية بين الأشقاء في مالي وذلك من أجل المساهمة في بناء الأمن والسلم في قارتنا. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن القارة الإفريقية تواجه اليوم مجموعة من التحديات والرهانات الكبرى المرتبطة بتعزيز كيان الدولة والمحافظة على أمنه وازدهاره. وقال السيد ولد خليفة، في كلمة ألقاها بمناسبة المؤتمر، الذي يدوم يومين أن القارة الإفريقية تواجه هذه التحديات، خاصة أمام الإستراتيجيات التي تستهدف الإضعاف والتفكيك كما نشهد ذلك وبجلاء في عدد من مناطق العالم وخاصة في الجزء الشرقي من شمال إفريقيا والساحل والقرن الإفريقي. وأشار في ذات السياق إلى تزايد واضح في رقعة التهديدات المرتبطة بالتطرف العنيف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان، مؤكدا أنه أمام هذه التهديدات الكبيرة وجب على الجميع كأفارقة وكشعوب كافحت وضحت من أجل التحرير والكرامة وتقرير المصير، أن تعمل جميعا من أجل تعزيز استقرار قارتنا وتمكين مواطني دولها من حقهم في التنمية والكرامة والمشاركة المواطنة في صناعة السياسات والتشريعات بعيدا عن أية وصاية أو تدخل من الخارج. ومن هذا المنطلق، دعا السيد ولد خليفة إلى ضرورة دعم كل المساعي البناءة التي يقوم بها الإتحاد الإفريقي من مفوضية وبرلمان عموم إفريقيا والاتحاد البرلماني الإفريقي من أجل الاندماج القاري خدمة لمصالح شعوبنا واستقرار دولنا وأمنها ورقي مجتمعاتنا ورخائها. كما دعا جميع الدول الإفريقية وكذا هيئاتها للمساهمة الفعلية إلى بناء استراتيجية مشتركة تعاونية وتضامنية تدعم مسارات التكامل القاري وتحمي الدول والشعوب الإفريقية من النزاعات والكوارث والأوبئة والمجاعة، وذلك أمام مختلف التحديات والرهانات التي تواجهها الدول اليوم. وألح رئيس المجلس الشعبي الوطني في خطابه على ضرورة التعاون سويا من أجل محاربة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة بإيجابية خدمة للمجتمعات وضمانا لمستقبل الأجيال القادمة. الديمقراطية تتجاوب مع الثقافات والمرجعيات الوطنية وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الديمقراطية تتجاوب مع الثقافات والمرجعيات الوطنية والتجربة التاريخية وطبيعة كل مجتمع. وقال إن "الديمقراطية كهيكلة قيمية معرفة لطبيعة التفاعلات المواطنية في إطار دولة سيدة لا يمكنها أن تكون مطابقة لنموذج واحد بالنظر لاختلاف الثقافات والمرجعيات الوطنية والتجربة التاريخية والموروث الحضاري والثقافة السياسية وطبيعة المجتمع وطبعه الوطني". وأشار في هذا الشأن إلى أن "الواقع يعلمنا وكل الدراسات الموثوقة تؤكد بأن لكل مجتمع سياقه الخاص الذي يحدد المحتوى الديمقراطي للدولة وممارستها في مجال حقوق وواجبات المواطنة". كما أضاف بالمناسبة أن "العالم يشهد اليوم مجموعة من التغيرات في العلاقات الدولية مما أدى إلى تحولات في منظومة التفاعلات الدولية عن طريق عولمة انتقائية باسم عولمة حقوق الإنسان والديمقراطية والتي تستخدم أحيانا في التأثير على استقرار الدول وتجانسها المجتمعي". وقال السيد ولد خليفة في هذا الإطار أن "القارة الإفريقية تواجه اليوم تحديات ورهانات كبرى مرتبطة بتعزيز كيان الدولة والمحافظة على أمنه وازدهاره خاصة أمام الإستراتيجيات التي تستهدف الإضعاف والتفكيك كما يظهر بجلاء في عدد من مناطق العالم وخاصة في الجزء الشرقي من شمال إفريقيا والساحل والقرن الإفريقي مع تزايد واضح في رقعة التهديدات المرتبطة بالتطرف العنيف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان".