أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أمس، بباريس، أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات والتدابير لتسوية المشاكل التي قد تعيق إصدار جوازات السفر البيوميترية لأفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج. وأكد السيد بدوي، عقب الزيارة التي قام بها لمقر قنصلية بوبينيي رفقة سفير الجزائربفرنسا، عمار بوجمعة، في اليوم الثاني من زيارته لفرنسا أن "اهتمامنا بالجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا دفعنا إلى اتخاذ إجراءات لتحسين التكفل بالجوانب المتعلقة بوثائق السفر لا سيما جواز السفر البيوميتري". وفي رده على انشغالات أفراد الجالية الجزائرية المقيمين بفرنسا، أوضح السيد بدوي أنه سيتم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتحسين عملية إصدار جواز السفر البيوميتري، مذكرا بأنه يتم "بذل جهد جبار منذ إطلاق العملية" كما أعطى تعليمات للمصالح القنصلية بإرسال رسائل قصيرة للجزائريين المقيمين بفرنسا لسحب جوازاتهم. وأوضح أنه يجري على مستوى المركز الوطني لجوازات السفر البيومترية بالحاميز (الجزائر العاصمة) عمل حثيث موجه "أساسا" لفائدة الجالية الوطنية المقيمة بالخارج من أجل إصدار جوازات السفر في ظرف 48 ساعة. وبهدف تدارك التأخير، أشار الوزير إلى أنه سيبحث مع وزير الشؤون الخارجية مسألة نقل جوازات السفر نحو فرنسا قصد "تنصيب آليات جديدة تسمح بإرسالها بأقصى سرعة ممكنة في أجل لا يتعدى 24 ساعة". وأكد يقول "أركز على الاهتمام الذي نوليه لجاليتنا الوطنية بالخارج وسنسخر كل الوسائل المادية والبشرية الضرورية لتسوية هذه المشاكل". هذا وركز الوزير على أهمية تضافر جهود مؤسسات الدولة لاسيما وزارات الداخلية والشؤون الخارجية والنقل "من أجل تحسين هذا الوضع عن طريق تخفيف الإجراءات لفائدة أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج مع الحرص على أنسنة الإدارة". وبعد أن أبرز "الجهود الحثيثة المبذولة في الجزائر على مستوى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية لبلوغ هدف واحد هو إضفاء الطابع اللامركزي على مصالحنا والتقرب من مواطنينا من أجل تكفل أمثل بانشغالاتهم" أعرب الوزير عن "ثقته الكبيرة" في مستقبل الخدمة العمومية بالجزائر وعلى مستوى المصالح القنصلية. عقب زيارته للقنصلية ترأس الوزير جلسة عمل بمقر سفارة الجزائربفرنسا مع رؤساء المصالح القنصلية بفرنسا. وعلى الصعيد الثنائي، أجرى الوزير محادثات مع كاتبة الدولة المكلفة بالإصلاح والتبسيط لدى الوزير الأول كلوتيلد فالتر قبل أن يختم زيارته إلى فرنسا بلقاء مع وزير المدينة والشباب والرياضة باتريك كانير. وكان السيد بدوي وضع قبل بسان-دوني (فرنسا) إكليلا من الزهور ترحما على أرواح الجزائريين ضحايا مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس. وقبل زيارته لقنصلية الجزائر ببوبيني وقف الوزير دقيقة صمت أمام النصب التذكاري للضحية الجزائرية فطيمة بدار التي اغتيلت خلال تلك المجازر الأليمة بضعة شهور قبل استقلال الجزائر. ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية هذا الحدث "بأكبر مجزرة من هذا النوع في التاريخ المعاصر لغرب أوروبا". وقد تظاهر الآلاف من الجزائريين سلميا في ذلك اليوم المشؤوم ضد حظر التجوال الذي فرض عليهم منذ 5 أكتوبر 1961 والقمع الذي كان يمارسه ضدهم رئيس شرطة باريس موريس بابون ونجم عن هذه المظاهرة مجزرة راح ضحيتها آلاف الجزائريين، حيث تم رمي بعض الجثث في نهر السين. ومن جهته، أوضح رئيس بلدية سان-دوني ديديي بيار انه "يشرفه كثيرا" وهو "فخور" باستقبال وزير الداخلية نور الدين بدوي، مشيرا إلى أن الأحداث الأليمة لأكتوبر 1961 "قد أثرت في سكان منطقتنا". وقال "إننا نحيي منذ سنوات عديدة هذا الحدث وهذه التذكرة من المفروض أن تقرب بين فرنساوالجزائر".