احتكت بالشعراء أثناء سفرها إلى ليبيا، فنمّت موهبتها الشعرية هناك، وألّفت قصائد في الشعر الفصيح، وتم إصدار كتاب لها في 2009 من طرف الاتحاد الوطني للكتّاب الجزائريين. وأثناء ملتقى "بيت القصيد للشعر النسوي" الذي نُظّم بولاية الطارف مؤخرا، افتكت الشاعرة نورة كريبط الجائزة الأولى؛ مما يسمح لها بطبع ديوان جديد من طرف وزارة الثقافة مستقبلا. "المساء" التقتها وكان هذا الحوار. كيف جاءت الموهبة الشعرية؟ وهل تلقيت تشجيعات في ذلك؟— الموهبة خُلقت مع شخصيتي؛ في المرحلة الابتدائية كنت أكتب الأغاني، كانت محاولة ولكن غير موزونة، في ذلك الوقت لم أتلقّ التشجيع، وبعدما سافرت مع زوجي إلى ليبيا بحثا عن العمل، احتككت بالشعراء في الخيمة الشعرية، فتفتّقت الموهبة التي كانت مدفونة بداخلي. كما يعود الفضل في ذلك إلى زوجي الذي شجّعني. وأستطيع القول إن الشعر لم أختره بل هو من اختارني. أكتب الشعر الفصيح، لكني أحب الشعر الشعبي؛ لأنه نابع من القلب، نابع من أحشائي ومن عقلي، ومن كلّ جزء من كياني؛ فهو يعبّر عن كلّ شيء. هل ألّفت قصائد بعد احتكاكك بالشعراء الليبيين؟— نعم، ألّفت حوالي 200 قصيدة، وأوّل قصيدة قرضتها بليبيا كانت عن "الجزائر"، ثم عن "الأم"، بعدها تلت قصائد كثيرة، وتمّ طبع ديوان لي في سنة 2009 من طرف اتحاد الكتّاب الجزائريين بعنوان "صابرة"، ويحتوي على 15 قصيدة. ثمّ لم تصدري أي ديوان لمدة 6 سنوات؟— صحيح، أثناء ملتقى شعري بتيسمسيلت كنت مرشّحة للفوز بالجائزة الأولى لكن في آخر دقيقة انتُزعت مني، وهذه المرة في ولاية الطارف أثناء ملتقى "بيت القصيد للشعر النسوي"، الذي نظّمه اتحاد الكتّاب الجزائريين بالتنسيق مع مديرية الثقافة مؤخّرا، نلت الجائزة الأولى. وبهذه المناسبة سيتم طبع ديوان جديد لي يحتوي على مجموعة من قصائدي الشعرية من طرف وزارة الثقافة. وأعتز أن يكون عنوان الكتاب من اختيار وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي وكذا مقدّمة الكتاب. ما هو رأيك في الإبداع النسوي ببلادنا؟— الشعر رسالة عظيمة لمن يعرف استغلالها، كما لعب الشعر الشعبي دورا كبيرا أثناء الثورة التحريرية؛ فهو يصل إلى كافة الطبقات الاجتماعية المثقفة، المتوسطة والبسيطة. والإبداع النسوي في بلادنا تطوّر كثيرا مقارنة بالسنوات الفارطة، فالمرأة كانت كتاباتها محدودة، لكن بدأت تظهر في السنوات الأخيرة كفنانة، رسامة وشاعرة. والشعر الشعبي معروف عند الرجال؛ فأنا لا أقارن بالرجال، لكن العنصر النسوي في الشرق الجزائري نادر. إذن نستطيع القول إنك محظوظة؟— ممكن؛ أنا محظوظة لأنني عشت في ليبيا واحتككت بالشعراء الليبيين، كما أنني عشت في تونس واحتككت بالشعراء التونسيين، وعشت مع نخبة كبيرة من الشعراء. وما زاد في تطوير موهبتي زيارتي مصر العام الماضي؛ حيث اكتسبت خبرة، وما فاجأني أكثر أن الشعر الجزائري حقق خطوة كبيرة وكنت مدعوة، ولم أتوقع أن الحاضرين يفهمون القصيدة باللهجة الجزائرية الشعبية العامية ماعدا كلمتين، فطلبوا مني الشرح، وقد لقيت القصيدة صدى كبيرا، وكُرّمت بدرع الأهرام من رئيس مجلة "الأهرام". هل هناك مشاريع؟— لي مشروع ثنائي مع الشاعر عبد المجيد عناد من وادي سوف، وهو عبارة عن شعر فكاهي لشخصين، وتكون المحادثة بينهما بالفكاهة. أمنيتك لنختم بها؟— أتمنى أن تبلغ قصائدي الرقي الذي بلغه الشعراء العمالقة ولو نصف درجة، كما أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة "المساء" على هذه الالتفاتة المفاجئة والسارة ودمتم.