يسعى المنتج والمخرج بشير درايس لإيجاد تمويل خاص لإنجاز 20 بالمائة المتبقية من فيلمه الجديد "العربي بن مهيدي" عن سيناريو مراد بوربون وعبد الكريم بهلول، خاصة بعد تراجع قيمة الدينار، حيث تقدَّر ميزانية الفيلم ب 100 مليار سنتيم، تساهم وزارتا الثقافة والمجاهدين فيها بالنصف. في هذا السياق، قال بشير درايس ل"المساء"، إنّ الكثير من الأمور الخاصة بالفيلم تبقى عالقة رغم أنّه أُنجز 80 بالمائة منها في تونس، وبالضبط في استوديوهات طارق بن عمار، مضيفا أنّه بقي له تصوير المشاهد الخارجية في كلّ من القصبة، الصومام، قسنطينة وتلمسان، وهو ما اعتبره صعبا من الناحية التنظيمية واللوجيستيكية، مثل تنظيم الأحياء التي تصوَّر فيها المشاهد، ليضيف أنه من المقرر إتمام العمل الربيع المقبل. وأكّد المتحدّث أنّ ميزانية الدولة للفيلم قُرّرت سنة 2012، إلاّ أنّه مع تراجع قيمة الدينار وكذا التكاليف الضخمة التي يتطلّبها صنع فيلم ثوري، وجد نفسه في مأزق مالي، لكنه يحاول أن يخرج منه رفقة طاقم فيلمه. كما أضاف أنّ هذا الفيلم يصوّر أحداثا وقعت طوال 22 سنة (في سنوات الثلاثينات والأربعينات والخمسينات)، كما تمّ الاستعانة بشركاء أجانب لإنجاز هذا العمل الضخم. وأكّد درايس أنّ فيلم "العربي بن مهيدي" مهم جدا، ويستلزم إنتاجه أموالا ضخمة ووقتا كافيا وكفاءات لا غبار عليها، معتبرا أنّ هذا الفيلم سيكون ذا نوعية جديدة، وسيمثّل الجزائر في المناسبات الدولية. كما تمّ تصويره بطريقة حديثة جدّا ستعجب، بالأخص، الشباب الذين سيشاهدون بأعين جديدة أحداثا متعلّقة بثورتنا المجيدة. وأضاف درايس أنّه تمّ في هذا الفيلم، إبراز جيل من الشباب حسن الهندام والتربية والتعليم، يقومون بأنبل الثورات وأعظمها، مشيرا إلى استعانته بكوكبة من الممثلين الشباب بعد تنظيمه كاستينغ مصوّرا، جمع خمسة آلاف شخص لمدة سنة كاملة، من بينهم خالد عيسى في دور العربي بن مهيدي، سمير الحكيم في دور محمد بوضياف، بن عيبوش في دور كريم بلقاسم، نضال ملوحي في دور عبان رمضان، مراد أوجيت في دور مصطفى بن بولعيد، فتحي نوري في دور ديدوش مراد، وغيرهم. أما عن مشاريع وزارة الثقافة للسنة الجارية والتي تدور في مجملها في قطاع الفن السابع، من بينها إنشاء مدن سينمائية والاهتمام بالتكوين السينمائي، قال درايس إنّه حان الأوان لتأسيس مدارس التكوين، والاعتماد مستقبلا على الخبرة الجزائرية؛ مما سيساهم في تقليص كلفة إنتاج الأفلام، مشيرا إلى أنّه يقوم بتكوين التقنيين في كلّ فيلم يشرف على إنتاجه أو إخراجه. كما أضاف المتحدّث أنّه من الضروري إنشاء مدن سينمائية في الجزائر، وهو ما يدخل في أجندة وزارة الثقافة للسنة الجارية، وكذا تشجيع الاستثمار الثقافي، وهو ما سيتم ولو على المدى البعيد، خاصة في حال تقديم مزايا لكل من يتبع هذا المسار الصعب. بالمقابل، أكّد المتحدّث على أهمية الاهتمام بالثقافة في زمن العولمة، ومحاولة إقصاء الآخر، وكذا ضرورة مرافقة الحكومة لكلّ نشاط ثقافي، خاصة أنّنا نعيش الأزمة الاقتصادية وما يمكن أن ينجرّ عنه من تقليص أو حتى إلغاء كل ما له علاقة بالثقافة.