لا يتوقّف الفنان سيد علي بن سالم عن النشاط الفني، فتجده في أعمال فنية مختلفة تتباين بين الدراما والإشهار، كما لم يتوان عن تكريم الفنانين ضمن نشاط جمعية "الألفية الثقافية الفنية الثالثة"، وها هو حاليا يقتحم عالما جديدا اختار أن يعكس من خلاله روحه الإبداعية، حيث انتقل إلى عالم كتابة السيناريو والإخراج في عمله الجديد "سامحني" الذي شاركت فيه نخبة كبيرة من الفنانين قارب عددهم ال40 فنانا. "سامحني"، دراما جزائرية من إنتاج "دار دوبلاكس"، تعالج قضية اجتماعية شائكة، تتمثّل في الميراث وتفكّك العلاقات العائلية بعد موت الكبار. وحول هذه التجربة الجديدة، أوضح سيد علي بن سالم ل«المساء" أنّها أوّل تجربة إخراجية له. وقال "شاركت سابقا في ثلاثة أعمال تلفزيونية كمساعد مخرج ومدير إنتاج، والآن قرّرت الاعتماد على نفسي في هذا العمل الذي أشرفت على كتابة السيناريو وكذا إخراجه بتشجيع من الفنان الكبير مصطفى بن شقراني وثقة زملائي الفنانين، وقد شاركني العمل ثلة من الوجوه الفنية المعروفة وأخرى من الجيل الجديد". من الكبار ذكر بن سالم الفنانين المتميزين، مدني نعمون، زهير بوزرار، فؤاد زاهر، ياسين زايدي، عبد الحميد رابية وجمال بوناب، وكل من الفنانات القديرات نادية طالبي، صليحة كرباش، زينب عرّاس ونجية لعراف وكذا الفنانة نيبال. ومن الوجوه الجديدة رشيد باشا الذي أعطيته فرصة الظهور من خلال هذا الفيلم. وحيال أحداث المسلسل قال محدثنا، إنّها مستوحاة من عمق المجتمع، مشيرا إلى أنّه احتاج إلى سنوات لكتابة السيناريو وتعديله من وقت لآخر، بمساعدة زميليه خليدة فزاز وعلي جبارة، لكن الأكيد يضيف بن سالم - "هو أنّ كلّ شخص يشاهده سيجد نفسه فيه، لأنه يعالج واقعنا الاجتماعي المرير للأسف". وعن أجواء تصوير الفيلم، قال بن سالم "استغرق التصوير شهرا كاملا بتنس، حيث وجدنا المساعدة هناك من طرف العائلات، رئيس بلدية تنس ومدير فندق فلاق، وكذا الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وسأباشر عملية التركيب خلال الأيام القليلة القادمة". وفيما يخص المخرج الذي تأثر به، قال بن سالم "تأثّرت كثيرا بالمرحوم جمال فزاز الذي كان يتقن عمله من كلّ الجوانب، بداية من توزيع الأدوار على الفنانين، وكذا الحاج رحيم الذي تعلّمت منه كيف أتابع عملي وأجتهد فيه". وعن سلسلة التكريمات التي باشرتها جمعية "الألفية الفنية والثقافية" التي يرأسها بن سالم منذ سنوات، قال "لقد بلغ عدد التكريمات 84 تكريما، مسّ أسماء على قيد الحياة وأخرى فارقتنا، ونحن بصدد التحضير لتكريم اسم كبير في عالم الفن، وستكون جريدة "المساء" الأولى كالعادة من يعرف الشخصية المكرمة".