يحرص الممثل سيد علي بن سالم على إسعاد قلوب زملائه من الفنانين، بصفته رئيسا للجمعية الفنية والثقافية للألفية الثالثة، إذ يرى أن ثمة إجحافا في حقهم حيال اختيار الأدوار، ويرجع غيابهم عن الأعمال الفنية إلى ميل بعض المنتجين لاختيار الأوجه الجديدة التي لا علاقة لها بالفن. هي خطوط عريضة لدردشة جمعتنا بسيد علي مؤخرا. - كل العيون متجهة إليك حيال تكريم الفنانين، ما ريك؟ * الحمد لله، فقد عملت مند تأسيس الجمعية على تحقيق هدف واحد، وهو إسعاد الفنانين، خاصة منهم كبار السن ممن أعطوا الكثير للفن، والعمل في تواصل، ولدينا العديد من المفاجآت، فبعد تكريم أرسلان ومصطفى بن شقراني، أحضر لتكريم مفاجأة، سأطلع به قراء ”المساء” حصريا لاحقا. - ما تعليقك على واقع التمثيل عندنا؟ * في هذا الشق، لدي ما أقول، إذ ألقي اللوم على بعض المنتجين الذين لديهم يد في تراجع المستوى من جهة، وعدم إشراك الوجوه القديمة من جهة أخرى، فقد تخلّوا عن المحترفين في أعمالهم وعملوا على توزيع الأدوار على شاكلة تشغيل الشباب، لكن الأحرى أن يحترم هؤلاء قواعد الفن والإبداع، فهناك من يسيّر العمل وفق الميزانية؛ أي إذا كانت ضعيفة فإنه يتعامل مع وجوه جديدة لن تطلب منه الكثير، وفي النهاية، لا يلقى العمل المعروض على الشاشة قبولا من طرف الجمهور. - إذن، هذا ما يفسر البطالة الفنية التي يعاني منها المحترفون؟ * نعم، إنه الواقع المرير الذي نعيشه، فهناك أفلام أو مسلسلات لا يظهر فيها سوى ثلاثة محترفين، أما الباقية فهم وجوه جديدة أو هواة، وهو الأمر الذي رفع البطالة وسط المختصين. - إذن؟ * أنا لا ألوم الشباب، وإنما المسيّرين، فالعمل الفني لابد أن يُقدّم بوجه يخدم المشاهد، وأظن أن هذا الشق لابد أن يشترك فيه المحترف. - وماذا عن السيناريوهات؟ * هنا أيضا لدي ما أقول؛ فأنا ضد فكرة الأجزاء التي تفوق الثلاثة في المسلسلات، إذ هناك أعمال بسيطة جدا لا تستدعي أن تكون فيها أجزاء كثيرة، إلا أن المنتج والمخرج يعملان على إطالتها، رغم أن الأمر لا يستدعي ذلك، كما أن الدراما ليست حقيقية، ولا تحمل معطيات تجعل من العمل متعة حقيقية، وهنا أتمنى أن يُفتح المجال أمام الشبان الذين يحوزون على إرادة لكتابة السيناريوهات، وتُعرض أعمالهم في مسابقات بحضور محضر قضائي لاختيار أحسن الأعمال. - وماذا عن آخر أعمالك الفنية؟ * آخر أعمالي تمثلت في فيلم ”الإنحراف” الذي لعبت فيه دور المهاجر الضحية، حيث يروي الفيلم قصة شاب متخلق يدرس علم النفس، وينحرف بسب حبه الشديد لأمه التي كانت تصارع المرض، حيث يعمل جاهدا من أجل مساعدتها على الشفاء، وبعد رحلة البحث عن مصدر الحلال للحصول على المال وتوفير تكاليف العلاج، يخيب أمله عندما يصطدم بمرارة الواقع، وتخلي المقربين عنه، وبالتالي يجد نفسه في عالم المبادلات العقارية التي تبدأ منها متاعبه مع القضاء، بسبب الكسب المشبوه وغير المشروع، كما عملت فيه دور مساعد المخرج، حيث كانت تجربة مميزة بالنسبة لي.