كشف الممثل التجاري للسفارة الروسية بالجزائر أليكسي شابيلوف، عن زيارة سيؤديها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى موسكو في غضون السداسي الأول من السنة الجارية. واعتبر أنها ستكون فرصة لمراجعة اتفاق التعاون بين البلدين، الذي يعود إلى العهد السوفياتي، بغرض إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية، لاسيما في الجانب الاقتصادي، وقبلها سيزور وزير التجارة بختي بلعايب روسيا في أفريل القادم لتحريك التعاون الثنائي.وقال الدبلوماسي الروسي إن حجم المبادلات الحالي لا يعكس إمكانيات البلدين، مشددا على ضرورة تنويع التعاون وتطويره في عدة فروع، لاسيما في مجالي الزراعة والطاقات المتجددة. وعن سبب عدم تحيين الاتفاق بين البلدين، رد السيد شابيلوف على سؤال "المساء" بالتذكير بالمراحل التي مر بها البلدان من أجل الاندماج في السوق العالمية، مشيرا إلى أن روسيا كانت منشغلة بكيفية التكيف مع القواعد العالمية للتجارة والمحافظة على وزنها، وبالتالي لم تطور علاقاتها مع الجزائر تجاريا، والجزائر، بدورها، اتجهت نحو أوروبا بشكل خاص. كما لاحظ أن ذلك راجع أيضا إلى "عدم التكامل بين اقتصادي البلدين"، فهما مصدّران للمحروقات، وبالتالي متنافسان على الأسواق، "ولا نحتاج إلى بعضنا البعض"، فروسيا الممون الأول لأوروبا بالغاز، والجزائر هي الثالثة بعد النرويج. وبلدان مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا "لا يمكنها الاستغناء عن الغاز الجزائري الذي يُعد أوكسجينها"، كما أضاف. إلا أنه أكد على إمكانية تطوير علاقات تعاون جيدة في مجال الطاقة، مستشهدا بتواجد شركات بترولية عاملة بالجزائر، ومعتبرا أنه بإمكان روسيا تزويد الجزائر بالتكنولوجيا عالية المستوى، وإعادة علاقات التعاون الجيدة التي امتازت بها في العهد السوفياتي. ودعا الدبلوماسي الروسي بمناسبة تنظيم يوم إعلامي أمس بمقر الغرفة الجزائرية للتجارية والصناعة؛ تحضيرا لتنقّل بعثة اقتصادية جزائرية إلى موسكو بداية فيفري المقبل، دعا المتعاملين الجزائريين في كل الفروع لاسيما الغذائية وكذا السياحية، إلى التواجد بقوة، وإبراز قدراتهم التصديرية، مشيرا إلى أن التوصل إلى نتائج جيدة سيمكّن من توقيع اتفاقات تعطي مزايا تفضيلية لمنتجات جزائرية عند التصدير. حيث ذكر في هذا الخصوص بأن روسيا بدأت في 2015، تجديد اتفاقياتها التجارية مع عدد من البلدان - 3 بلدان إلى حد الآن - ومنح مزايا تفضيلية لبعض منتجاتها. كما دعاهم إلى استغلال البرنامج الثري للتظاهرات والمعارض التي تحتضنها روسيا لإبراز قدراتهم الإنتاجية. وأضاف أن روسيا، وهي أكبر بلد في العالم، تختلف احتياجاتها من منطقة لأخرى، وبالتالي يختلف شركاؤها الاقتصاديون، وما على المتعاملين الجزائريين إلا إقناع شبكات التوزيع والمستهلك الروسي بنوعية منتجاتهم واستغلال الفرص الهامة التي يتيحها الوضع الجيوسياسي الراهن، المتميز بالعقوبات الأوروبية على روسيا والأزمة مع تركيا. من جهة أخرى، سجل المتحدث وجود فرص للتعاون في مجال تجديد القاعدة الصناعية الجزائرية، لاسيما تلك التي تعتمد على التجهيزات الروسية منذ العهد السوفياتي. وذكّر، في السياق، بالتوقيع مؤخرا على اتفاقية تعاون نهاية جويلية الماضي، بين وزارتي النقل بالبلدين لإقامة مصنع جديد لصناعة العربات بعنابة. من الجانب الجزائري، أكد نائب رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة رياض عمور على ضرورة امتلاك المتعاملين الجزائريين الجرأة التي تمكّنهم من اقتحام السوق الروسية وإقناع المستهلك الروسي بنوعيتها. وهو مسار يجب أن لا يكون ظرفيا أو يخضع لوضع انتقالي، كما شددت عليه السيدة بهلول مديرة الدراسات بالغرفة، والتي اعتبرت أن الجزائر تريد استقرارا وديمومة لصادراتها وعدم الاكتفاء باستغلال وضع ظرفي. موساوي لآلات العدة: إنها فرصتنا لدخول السوق الروسية وفي تصريح ل "المساء"، أكد السيد بلال موساوي صاحب مصنع آلات العدة، اهتمامه البالغ بولوج السوق الروسية، وقال إنه من الضروري اليوم "ملء الفراغ" الذي تسببت فيه العقوبات الأوروبية، حيث تم إبلاغه من طرف أخصائيين في السوق الروسية بأن هناك حاجة ملحّة لاستبدال الأوروبيين بشركاء آخرين. وجاءت الأزمة مع تركيا لتؤكد اتساع الفراغ، ولذا "قلنا إنه من المناسب استغلال الفرصة للتواجد هناك، خاصة أن منتجاتنا ذات نوعية جيدة، ويمكنها أن تعوّض المنتجات الأوروبية، وتجد مكانا لها في السوق الروسية... وبما أن الجزائر شريك قديم لهذا البلد، فإن الفرصة متاحة لتعزيز المبادلات التجارية"، كما أشار إليه. وذكر بأنه منذ 10 سنوات حاول الدخول إلى السوق الروسية لكن لم يتمكن من ذلك؛ نظرا للمنافسة الشديدة، واليوم لدينا أحسن فرصة للنجاح". سلال يتفقد اليوم المشاريع التنموية بالأغواط يقف الوزير الأول، عبد المالك سلال اليوم على مدى تقدم المشاريع التنموية بولاية الأغواط، حيث سيقوم بتدشين ومعاينة ووضع حجر أساس عدة مشاريع ذات طابع اقتصادي واجتماعي. وسيطلع الوزير الأول خلال زيارة عمل إلى الولاية التي تندرج في إطار تنفيذ ومتابعة برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على مشاريع تتعلق بقطاعات الداخلية والجماعات المحلية والتعليم العالي والبحث العلمي والسكن والصناعة والفلاحة والأشغال العمومية والطاقة. وسيستهل السيد سلال الذي سيكون مرفقا بوفد وزاري، زيارته بتدشين ملحقة المركز الوطني لإصدار المستندات والوثائق المؤمنة ببلدية الأغواط. وسيدشن الوزير الأول بعاصمة الولاية أيضا مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة المنجز بطابع معماري متميز ليشرف بعدها على تدشين كلية الطب التي تتسع ل 2.000 مقعد بيداغوجي وتستقبل حاليا ما يقارب 230 طالبا. وببلدية آفلو (110 كلم شمالا)، سيضع الوزير الأول حجر الأساس لإنجاز 900 سكن عمومي إيجاري، إلى جانب وضع حجر الأساس لمشروع مصنع الإسمنت ببلدية البيضاء (170 كلم شمالا) ضمن الإستثمار المحلي بمعدل إنتاج يتجاوز مليوني طن سنويا قبل أن يزور مستثمرة فلاحية بنفس البلدية. وسيواصل الوزير الأول زيارته الميدانية، بوضع الشطر الأول من مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين ولايتي غردايةوالأغواط حيز الخدمة انطلاقا من عاصمة الولاية إلى غاية المدينة الجديدة، بليل على مسافة 51 كلم جنوب الولاية. وفي سياق هذه الزيارة كذلك، سيدشن السيد عبد المالك سلال وحدة رسكلة المواد البلاستيكية وصنع الأحزمة البلاستيكية على أن تتبع بزيارة وحدة صناعة الأعمدة الكهربائية وكلاهما بالمنطقة الصناعية بإقليم بلدية بن ناصر بن شهرة. وفي ختام هذه الزيارة، سيقوم الوزير الأول بزيارة مشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء وتشغيل توربينتين بمنطقة تلغيمت بحاسي الرمل مع معاينة مشروع إنجاز محطة ضغط ووضع حجر الأساس لانطلاق محطة ضغط أخرى.