لم تخالف النتائج الفنية، لليوم الأول من البطولة المتوسطية للمبارزة للأصاغر والأشبال والأواسط (ذكور وإناث) التي انطلقت أول أمس، المنطق، وكرّست المدرسة الإيطالية سيدة في منافسة الأشبال (فردي)، حيث نالت خمسة ألقاب من ستة نهائيات مجراة، واللقب الوحيد الذي ضيعته كان في اختصاص السيف، حيث فشلت ممثلتها دالا فيشيا بياتريس أمام المكسيكية غونزاليس ديانا، التي أبدت ندّية كبيرة، فعُدّت هذه المباراة الأفضل لتَساوي إمكانيات المبارزتين. ولقد اعتبر نائب رئيس الاتحادية الإيطالية للمبارزة باولو أتسي سيطرة بلاده، تقليدا وتأكيدا على عراقة السيف الإيطالي في حوض البحر الأبيض المتوسط. ولفت المتحدث إلى التطور الملحوظ الذي أضحت تعرفه المبارزة الجزائرية. وتوقع لها تألقا كبيرا في المستقبل القريب. واعتبر ذلك دليلا على عمل جيد منتهج، واستراتيجية مضبوطة من قبل القائمين على شؤون المبارزة في الجزائر، والذين سعدوا كثيرا بالرتبة الثانية التي تحصّل عليها الشبل هروي سليم، الذي قاوم جهده مد منافسه الإيطالي شيابيلي توماسو، الذي تتبّع أخطاء ممثلنا وارتباكه. ورأت مديرة المنتخبات الوطنية خديجة عمراني، تألق حروي من صلب تخطيط الاتحادية الجزائرية للمبارزة، وكذا المديرية الفنية الوطنية التي ترمي إلى إنشاء منتخبات جماعية، قادرة على التنافس، ومزاحمة المدارس المعروفة والعريقة في رياضة المبارزة، وتقع أغلبها بحوض المتوسط. وواصلت تقول: "نحضّر منذ أشهر لهذه التظاهرة الإقليمية، ولها أهميتها، والتي تليها، ككأس العالم (كبريات) في اختصاص الشيش التي ستجري ببلادنا يوم 04 فيفري الداخل، والبطولة الإفريقية المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية، التي ستقام كذلك بالجزائر نهاية شهر مارس القادم، والبلدان المتوسطية لها تقاليد في هذه الرياضة، وهي تتسابق دائما فيما بينها لتصدّر الصفوف الأولى، ونحن نبحث دائما عن الاحتكاك معها ومع المستوى العالي لرياضيّينا حتى يعلنوا عن أنفسهم، والمبارزة الجزائرية في المحافل الدولية". وعبّر المبارز الجزائري حروي عن سعادته بالرتبة الثانية التي تحصّل عليها بعد مجاراته الإيطالي شيابليي. وقال أيضا: "لم يكن بمقدوري فعل أكثر، حيث وجدت صعوبة في استرجاع إمكانياتي بعدما بذلت جهدا كبيرا في مواجهة إيطالي آخر، هو الثاني عالميا في الدور نصف النهائي، لكن رغم ذلك فهي نتيجة مشجّعة لي على العمل أكثر، ولتحقيق نتائج أحسن في المنافسات الدولية القادمة". وكانت هذه البطولة المتوسطية الثالثة عشرة للمبارزة قد افتُتحت أمسية أول أمس بمركز الاتفاقيات أحمد بن محمد بحضور 12 دولة، وهي: الجزائر، لبنان، سوريا، الأردن، السعودية، مصر، تونس، مالي، غانا، المكسيك، إيطاليا وإسبانيا. وقد تداول على منصة الخطابة كل من رئيس الكونفيدرالية المتوسطية للمبارزة ليونيري دالماشيوا، ورئيس الاتحادية الجزائرية للمبارزة عبد الرؤوف برناوي، ومدير مديرية الشباب والرياضة بدر الدين غربي، الذي أعلن عن افتتاح هذه الطبعة الثالثة عشرة من البطولة المتوسطية نيابة عن وزير الشباب والرياضة ووالي ولاية وهران. وقد تخلل حفل الافتتاح تقديم عروض ورقصات فولكلورية من وحي التراث الجزائري الغني واللافت، والذي قابله الحضور بالإعجاب والتصفيق الحار. وتُختتم هذه البطولة المتوسطية اليوم بإجراء إقصائيات ونهائيات صنف الأصاغر (فردي) والأواسط حسب الفرق، بعدما يكون أواسط الدول المشاركة، قد خاضوا الإقصائيات والنهائيات الخاصة بهم أمس. وبالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري، فالأعين ستكون مصوَّبة على بعض القدرات في جميع الاختصاصات، لجلب ميداليات وتقديم أداء محترم.