كشف المعهد الثقافي الإسباني "سيرفانتيس" عن برنامجه لسنة 2016، حيث يشتمل على نشاطات متنوّعة وثرية، وتأتي هذه السنة تزامنا مع مرور 400 سنة على رحيل الكاتب الإسباني "ميغيل دي سيرفانتيس". وأوضح مستشار السفير الإسباني بالجزائر، أنّه قد تمّ فتح فضاء جديد أطلق عليه تسمية "مساحة إسبانيا" في فرعي المعهد بالعاصمة ووهران، حيث سيخصّص هذا الفضاء لاحتضان بعض الأنشطة الثقافية، على غرار المعارض الفنية التشكيلية والتصويرية، الندوات الفكرية والعروض المسرحية. في هذا الإطار، سطّر "سيرفانتيس" لسنة 2016، برنامجا ثريا ومتنوّعا يتضمّن مشاركاته في أغلب التظاهرات والمهرجانات الثقافية وكذا الفنية التي تقام في الجزائر العاصمة، على غرار معهد "سيرفانتيس" بوهران، حيث سيتم في إطار صالون الجزائر الدولي للكتاب، عرض الترجمة العربية لرواية "دون كيخوتي دي لامانتشا" التي كتبها سيرفانتيس سنة 1605، ونظرا لكونه خلّد تراثا تتنوّع مذاهبه الأدبية على غرار الرواية البيزنطية والموريسكية، فإنّه تقرّر تنظيم العديد من النشاطات والتظاهرات الثقافية؛ تخليدا لروح هذا الكاتب العالمي، حيث ستشمل النشاطات المهرجان الدولي للموسيقي السيمفونية، المعرض الدولي للكتاب، المهرجان الدولي للرقص، المهرجان الثقافي الأوروبي، والتي ستكون حاضرة بوهران أيضا في إطار الجولات المبرمجة لهذه الفرق، ناهيك عن تنظيم معارض لفنانين تشكيليين سواء إسبانيين أو جزائريين وندوات على مستوى المعهدين الثقافيين الإسبانيين "سيرفانتيس"، لتحظى الولايات الأخرى من الوطن بنصيب برنامج 2016، منها معرض الفن التصويري للجمعية الفنية الجزائرية "موسيكا"، في حين ستحتضن مدينة قسنطينة في ماي المقبل، معرضا عن قرطبة. أما ليالي رمضان فسيحط "سيرفانتيس" رحاله فيها بإحياء حفلات موسيقية في كلّ من العاصمة، قسنطينة، ووهران. وفي سياق متصل، كشف السفير الإسباني بالجزائر أليخاندرو بولانكو، أنّ عدد طلبة اللغة الإسبانية بمعهدي "سيرفانتيس" المتواجدين بالجزائر العاصمة ووهران، بلغ حوالي 4 آلاف منخرط، ليصل عددهم حوالي 3 آلاف بالجزائر العاصمة، وحوالي ألف بوهران. ووصل عدد التلاميذ الجزائريين الذين اختاروا اللغة الإسبانية كثالث لغة أجنبية بالمدارس العمومية، إلى 42 ألف تلميذ، إلى جانب 700 أستاذ جزائري يدرّسون اللغة الإسبانية، حسب السفير الإسباني، الذي أكد أن الرقم أفادت به وزارة التربية الوطنية. وأشار السفير إلى أنّ معهد "سيرفانتيس" بالتعاون مع وزارة التربية، شرع في تعزيز تكوين الأساتذة في اللغة الإسبانية، والبداية انطلقت مع 100 أستاذ سيعودون إلى مدينة الجزائر بعد انقضاء تكوينهم، حيث بدأت العملية فعليا العام الماضي، لتتم مواصلة العملية السنة الجارية تحت فكرة تعزيز تكوين المكوّنين، ليؤكّد أنّ الرقم مرشّح للارتفاع، علما أنّ الرقم الحالي لا يُعتبر هيّنا، لكن تبقى الآفاق كبيرة لتوسيع تعليم اللغة الإسبانية وسط الجزائريين؛ نظرا لكون الطلب عليها متزايدا من قبل المواطنين والجهات الرسمية الحكومية. وفي السياق نفسه، أضاف السيد بولانكو في معرض حديثه، أنّّ طلبات تعليم اللغة الإسبانية كثيرة، خاصة السلك الديبلوماسي على سبيل المثال لا الحصر، لكن الأمر متوقّف على القدرات الموجودة لتعليم اللغة، لتبقى إمكانية تلقّي الدروس الخاصة متوفرة. وحول ما إن كان معهد "سيرفانتيس" تربطه شراكة بالمدارس التربوية الخاصة، أكّد المتدخّل أنّ العملية قائمة مع بعضها، مثل الثانوية الفرنسية؛ لأنّ هذه الأخيرة تلقّن دروسا في اللغة الإسبانية، ومعهد "سيرفانتس" هو الراعي الرسمي لإجراء اختبارات تقديم "شهادة التحكّم في اللغة الإسبانية". كما سيتم الأسبوع الجاري، تقديم شهادات كفاءة من قبل مديرة معهد "سيرفانتيس" بوهران لطلبة السنة المنصرمة. ولم يُخف السفير الإسباني إعجابه بإقبال وحب الجزائريين.