يتلقى الآلاف من الجزائريين دروسا خاصة في تعلم اللغات الأجنبية، ليكون الإقبال متنوعا في السنوات الأخيرة، نظرا لتوسع نطاق الشراكات بين الجزائر ومختلف دول العالم. ليؤكد السفير الإسباني بالجزائر أن عدد المتعلمين الجزائريين الجدد كل سنة للغة الاسبانية قد بلغ حوالي 4 آلاف شخص، لتحقق الولايات الغربية للوطن الأعلى نسبة في هذا الشأن. تمكن الشباب الجزائري من كسر ”جبروت” اللغة الفرنسية، التي منحت لها السلطات مكانة معتبرة في جميع المجالات، بل أصبح الكثير من المتخرجين بالجامعات يجدون صعوبة في سيرورة العمل نظرا لإجبارية التدريس والعمل بلغة أجنبية أصبحت ”يتيمة” على الصعيد الدولي. كشف السفير الإسباني بالجزائر أليخاندرو بولانكو، في تصريح خص به ”الفجر”، أن عدد طلبة اللغة الإسبانية بمعهدي ”سيرفانتيس” المتواجدين بالجزائر العاصمة ووهران، بلغ حوالي 4000 فرد كل عام، ليصل عددهم حوالي 3 آلاف بالجزائر العاصمة وحوالي ألف بوهران. وقد وصل عدد التلاميذ الجزائريين الذين اختاروا اللغة الإسبانية كثالث لغة أجنبية بالمدارس العمومية إلى 42000 تلميذ، إلى جانب 700 أستاذ جزائري يدرس اللغة الإسبانية، حسب السفير الإسباني الذي أكد أن الرقم أفادتهم به وزارة التربية الوطنية. أفاد السفير أن معهد ”سيرفانتيس”، بالتعاون مع وزارة التربية، يشرع في تعزيز تكوين الأساتذة في اللغة الإسبانية، والبداية انطلقت مع 100 أستاذ الذين سيعودون إلى مدينة الجزائر بعد انقضاء تكوينهم، حيث أن العملية بدأت فعليا العام الماضي، لتتم مواصلة العملية السنة الجارية تحت فكرة ”تعزيز تكوين المكونين”. ليؤكد ذات المسؤول أن الرقم مرشح للارتفاع، علما أن الرقم الحالي لا يعتبر هينا. لكن تبقى الآفاق كبيرة لتوسيع تعليم اللغة الإسبانية وسط الجزائريين نظرا لكون الطلب عليها متزايدا من قبل المواطنين والجهات الرسمية الحكومية. أضاف أليخاندرو بولانكو، في معرض حديثه، أن طلبات تعليم اللغة الإسبانية كثيرة، خاصة السلك الديبلوماسي على سبيل المثال لا الحصر، لكن الأمر متوقف في القدرات الموجودة لتعليم اللغة، لقبول هذه الطلبات وتزويدها نظرا لكونها تفدنا من قبل الجهات الرسمية، لتبقى إمكانية تلقي الدروس الخاصة ”متوفرة”. وفي رده عن سؤالنا حول إن كان معهد ”سيرفانتيس” في إطار شراكة مع المدارس التربوية الخاصة، ليجيب أن العملية قائمة مع بعضها، مثل الثانوية الفرنسية، لأن هذه الأخيرة تلقن دروسا في اللغة الإسبانية ومعهد ”سيرفانتس” هو الراعي الرسمي لإجراء اختبارات تقديم ”شهادة التحكم في اللغة الإسبانية”. كما أنه سيتم الأسبوع الجاري تقديم شهادات كفاءة من قبل مديرة معهد ”سيرفانتيس” لطلبة السنة الفارطة. وعبر السفير الاسباني ل”الفجر” عن ولعه بإقبال وحب الجزائريين لتعلم اللغة الإسبانية. وبعد إشارتنا إذا كانت للسيرورة التاريخية التي جمعت بين الشعبين دور في ذلك، أكد أن ذلك أكيد، كما أن تربع معهدين ل”سيرفانتيس” بالجزائر يعتبر امتيازا لأن أغلب الدول تتوفر على معهد واحد. جدير بالذكر أن علماء اللغة يؤكدون أن الشعوب التي تقبل على تعلم عدد من اللغات، تتمتع مستقبلا بتفكير أكثر عقلانية وثراء من الناحية الفكرية والثقافية، كما أن الأمر سيكسبها انفتاحا وتنقلا عبر العالم من بابه الواسع.