شهدت الرحلات الجوية بمطار هواري بومدين صباح أمس، اضطرابات بسبب الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال مصلحة صيانة الطائرات، القائمون بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، الذين اضطروا للسماح بإقلاع عدد من الطائرات من دون مراقبتها تقنيا في الوقت الذي سُجل العديد من التأخرات. حسب رئيس النقابة الوطنية لتقنيي صيانة الطائرات السيد بوتومي في اتصال هاتفي مع " المساء"، تم اللجوء إلى تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية بسبب تمادي مدير مصلحة تحديث معدات الطيران في جهل مطالب مستخدمي المصلحة، الذين يزيد عددهم عن 600 عامل، خاصة فئة التقنيين والمختصين في ميكانيك الطائرات. وأشار ممثل العمال إلى أن الوقفة الاحتجاجية ستتواصل إلى غاية إرسال فرقة تفتيش من طرف الإدارة العامة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، للتحقيق في قضية توظيف 10 أشخاص لا علاقة لهم بمجال صيانة وميكانيك الطائرات، مؤكدا أن النقابة تحاورت أكثر من أربع سنوات مع الإدارة المركزية قبل التوقيع على برتوكول اتفاق السنة الفارطة، الذي يقضي بالسهر على تحسين ظروف العمال وضمان تربصات وتكوين متواصل للتحكم في التكنولوجيات الجديدة، مع تدعيم المصلحة بعمال جدد من حاملي شهادات عليا (تخصص علم الطيران)، غير أن مدير المصلحة، يقول بوتومي، قام بتوظيف أشخاص عن طريق المحسوبية لا علاقة لهم بمجال الطيران، وهو ما يُعتبر مخالفا للبرتوكول الموقّع ما بين نقابة عمال المصلحة والإدارة المركزية للخطوط الجوية الجزائرية. وقد حاول ممثلو النقابة التحاور مع مدير المصلحة لمطالبته بضرورة العدول عن قرار توظيف هؤلاء الأشخاص؛ لأنهم لا يمكنهم إعطاء دفع جديد للعمل التقني الذي تقوم به المصلحة، خاصة أنها مطالَبة بمراقبة دائمة للطائرات والسهر على أمن وسلامة طاقم الطائرة والركاب، غير أن هذا الأخير ضرب الاتفاق عرض الحائط وأغلق كل أبواب الحوار، ما جعل العمال يقررون تنظيم وقفة احتجاجية إلى غاية التحقيق مع المدير. من جهته، أكد أحد عمال المصلحة في اتصال ب "المساء" رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من المتابعات، أنه تم أمس تقديم أدنى الخدمات على أرضية المطار، غير أن المراقبة التقنية والصيانة لم تمس كل الرحلات التي كانت مبرمجة، ونظرا للضغط الكبير على برج المراقبة تقرر السماح بإقلاع عدد من الطائرات بدون مراقبة. خلية الإعلام ب "الجزائرية" ترفض التعامل بلغة الاتصال عن مدى تأثير الوقفة الاحتجاجية لعمال الصيانة على رحلات الجوية الجزائرية عبر الخطوط الداخلية والدولية، اتصلنا بالمكلفة بالإعلام على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية السيدة مونية برتوش، هذه الأخيرة أكدت لنا أن كل الأمور عادت إلى طبعتها العادية عند منتصف النهار، مع تسجيل تأخرات طفيفة في برمجة الرحلات. لكن رئيس النقابة الوطنية لتقنيّي صيانة الطائرات بوتومي، نفى توقيف الحركة الاحتجاجية، مؤكدا أنهم عازمون على مواصلة حركتهم الاحتجاجية إلى غاية تنفيذ مطلبهم المتعلق بالتحقيق مع مدير المصلحة.