توجد بولاية سوق أهراس مؤهلا فلاحية من شأنها الارتقاء بالمنطقة إلى "عاصمة لمنتجات الموطن"، وفي هذا الصدد أوضح رئيس غرفة الفلاحة، محمد يزيد حمبلي، أن الوضعية التاريخية للولاية وتعاقب عدة المتمثلة حضارات بها، خاصة الرومانية التي دامت 9 قرون واعتمدت المنطقة كإقليم زراعي جد هام لزراعة الحبوب والأشجار المثمرة على غرار الزيتون والكرز والتين هو ما أعطى هذه المنطقة عبر الزمن ثراء كبيرا من حيث المنتجات المحلية. وأشار السيد حمبلي إلى أنه من شأن تثمين المنتجات المعروفة بالولاية منها التين الشوكي ببلدية سيدي فرج والكرز ونوعي التين (بومزورة) وبوعدوس) ببلدية أولاد ادريس والذي يفوق وزن الحبة منه 200 غرام أن يسمح بالتعريف بالنوعية التي تتميز بها هذه المنتجات، مفيدا أن بلدية سيدي فرج الحدودية تتوفر على كل المؤهلات وكل الشروط لجعلها قطبا فلاحيا بامتياز للتين الشوكي خاصة بعد تأسيس الجمعية الوطنية لتنمية الصبار وكذلك الجمعية المحلية لمنتجي الصبار ودخول حيز التشغيل لأول وحدة لتحويل التين الشوكي بالوطن من طرف التعاونية الفلاحية "توبالتاك الجزائر" يضاف إليها إنتاج "الفريك" ببلدية لحنانشة. كما يشكل "شعير النبي" الجد نادر في الجزائر والمتواجد عند فلاح واحد بمنطقة المراهنة والذي يحوز عليه منذ 1916 ثروة جد هامة تحتاج إلى تثمين حيث له عدة استعمالات ولا يحتوي على الغلاف الخارجي كالشعير العادي فضلا عن احتوائه على نسبة عالية من البروتينات وسهل التصنيع لإعداد الخبز كما أنه علف ممتاز لتغذية الأنعام. ومكن تميز وثراء الغطاء النباتي للولاية من مناطق جبلية ومناطق هضاب عليا وأخرى سهبية من جعل سوق أهراس منطقة لإنتاج أجود أنواع العسل على غرار عسل الكليل الجبلي وعسل السدرة وعسل الكاليتوس. ولم تدخر سلطات الولاية جهدا لدعم للقطاع الفلاحي وبخاصة تثمين المنتجات المحلية حيث تم إعادة تشغيل مشتلة للأشجار المثمرة ببلدية بئر بوحوش حيث تم منح 3 عقود امتياز ل3 مستثمرين لتثمينها وتخصصها في إنتاج الأصناف المحلية لاسيما كرز أولاد ادريس. وأضاف رئيس الغرفة بأن النقص الفادح في شجيرات الفستق يشكل عائقا كبيرا لتنمية زراعته في المناطق الجنوبية للولاية علما أنه توجد بعض التجارب الناجحة بالمنطقة ونظرا لغلائه (سعر الكلغ 3 آلاف دج) ويكلف الخزينة العمومية العملة الصعبة فإنه يمكن في غضون السنوات القليلة المقبلة أن يتم القضاء على استيراده ومن شأن تشجيع استحداث وحدات تحويلية والتعليب لمنتجات الموطن هذه أن يدخل في مسار الاقتصاد الوطني من حيث النوعية ويكون عامل لجلب العملة الصعبة وخاصة إذا ما تم الاتجاه نحو التصدير. وفي هذا الشأن، قام الوالي مؤخرا باستحداث منطقة نشاطات ببلدية سيدي فرج لتأطير نشاطات تثمين المنتجات المحلية حيث أعطى إشارة انطلاق أشغال أول وحدة لتحويل التين الشوكي على المستوى الوطني. كما تم منح عقدي امتياز لوحدة تثمين العسل وتعليبه ووحدة أخرى لتقطير الإكليل الجبلي. وتم التركيز خلال وضع برنامج غرفة الفلاحة لولاية سوق أهراس على التأطير والتكوين بالنسبة للفلاحين وأبنائهم وكذلك تنظيم الفلاحين ضمن جمعيات مهنية محلية وولائية وستنظم الغرفة خلال العام 2016 عديد التظاهرات والأيام الدراسية على غرار تظاهرة "عيد الكرز" وصالون محلي حول منتجات الموطن.