في الذكرى الخمسين لإنشاء الحكومة الجزائرية المؤقتة، بادرت مديرية التربية بباتنة بالتنسيق مع المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين نهاية الأسبوع بتنظيم ندوة تاريخية حول ظروف تأسيس الحكومة المؤقتة والنتائج التي حققتها على المستويين الداخلي والخارجي. الندوة التي احتضنتها ثانوية الشهيد مصطفى بن بولعيد تخللتها مداخلات للأمين الولائي لمنظمة المجاهدين مسعود عبيد والرائد عمار ملاح رئيس جمعية أول نوفمبر إلى جانب الدكتور مختار فيلالي. وقد أبرز المتدخلون إضافة لأهمية الذكرى في سياق الحديث عن ظروف تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة المرحوم فرحات عباس، وما ترتب عنها من نتائج معتبرة على المستويين الداخلي والخارجي في دعم الثورة التحريرية المباركة وإعطائها أكثر شرعية في المحافل الدولية، دور الديبلوماسية الجزائرية في تلك الحقبة من الزمن لتحريك الرأي العام والتحسيس بشرعية الثورة ومطلب الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال. وذكر الدكتور فيلالي بأن الإعلان عن الحكومة الجزائرية المؤقتة سبقته عدة محطات حاسمة منذ اندلاع الثورة التحريرية التي أدت إلى إسقاط 07 حكومات فرنسية بالجزائر آنذاك بفضل احتضان الشعب للثورة وتشكيل سندها القوي بالعزيمة والإيمان ومنها استلهمت قوتها وأرغمت المستعمر للجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار في مفاوضات إيفيان قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار واستفتاء تقرير المصير ومن ثمة الإعلان الرسمي عن استقلال الجزائر. المناسبة التي عرفت إقبالا للمهتمين من الشباب والطلبة شكلت فرصة للتذكير بدور الحكومة المؤقتة وبطولات الشعب الجزائري عبر مراحل الثورة المباركة من جهة، ومن جهة أخرى حرص فيها منظمو الندوة على تقديم دعوة صريحة للشباب للتمسك بتاريخ الجزائر والحفاظ على أمانة جيل نوفمبر 54 والمساهمة في البناء والتشييد والمضي قدما بالجزائر لمصاف الدولة الكبرى.