أكد رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الشرايين، البروفسور منصور بروري ورئيس مصلحة الأمراض الباطنية بمستشفى بئر طرارية (الأبيار) بالعاصمة، أن المخطط الوطني للمحاربة والوقاية من الأعراض المسببة للعديد من الأمراض المزمنة القاتلة تم اعتماده من قبل وزارة الصحة خلال شهر فيفري من العام الماضي، هو حاليا قيد الدراسة بالتنسيق مع العديد من القطاعات الوزارية التي لها علاقة. كما سيكون هذا المخطط قاعدة بيانات لمختلف الأمراض التي لها علاقة بتلك الأعراض على غرار الأمراض السرطانية، القلب والشرايين، الرئة، السكري والمتسببة في وفاة ما نسبته 60 بالمائة من الجزائريين سنويا وهي أعراض مرض السكري، السمنة، التدخين، ارتفاع ضغط الدم، تناول المشروبات الكحولية، الملح والسكر والدهون، فيما أشار عن إطلاق خلال الأسبوع المقبل لعملية إحصاء المصابين بأمراض القلب والشرايين على المستوى الوطني. كما ذكرت البروفيسور نورة علي طاهر، مختصة في أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا خلال الملتقى الطبي الدولي حول الوقاية من الأمراض القلبية الشريانية، المنظم أمس بوهران أن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب في الجزائر ناتج عن تغير نمط الحياة الاجتماعية واليومية في بلادنا الذي يعتبر العامل الأكبر في بروز أنماط غذائية وسلوكية سيئة خاصة لدى أوساط الشباب والمراهقين غالبا ما تمهد الطريق أمام ظهور عوارض الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والبدانة وذلك في سن مبكرة نسبيا. مبرزا أن المجتمع الطبي يحث الأشخاص على اتخاذ إجراءات وقائية بشكل جدي مثل مراقبة معدلات الكوليسترول في أجسامهم وإجراء الفحوصات على مرض السكري والضغط المرتفع وممارسة التمارين الرياضية وخاصة المشي على الأقل نصف ساعة يوميا والاقلاع عن التدخين والتقليل من استهلاك المواد الغذائية الدهنية على غرار اللحوم الحمراء والبيض والشكولاطة ومشتقات الحليب والتقليل من تناول السكر والملح والدهون وغيرها، مقابل الإكثار من استهلاك الخضر والغلال والسمك. وتعمل منظمة الصحة العالمية للصحة على تجسيد برنامج الوقاية الرامي إلى التقليل بنسبة 25 بالمائة من الأمراض القلبية الشريانية خلال آفاق سنة 2025 من خلال محاربة عوامل الإصابة بهذه الأمراض ووضع معايير للعلاج والتكفل بالأمراض غير المتنقلة بتعزيز قدرات الدول لتقديم العلاج. إضافة إلى تطوير وسائل متابعة وتقييم وضعية هذه الأمراض وعوامل الإصابة بها والوقاية منها بإقامة شبكات الشراكة بين الدول لتفعيل محاربة هذه الأمراض القاتلة. ووفق تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن 38 مليون شخص لقوا حتفهم في العالم سنة 2014، جراء تعرضهم لأمراض غير المتنقلة، نصفهم أقل من 70 سنة، بنسبة 50 بالمائة، بينما سجلت الجزائر نسبة 58.2 بالمائة من الوفيات سنة 2005 من عدد الوفيات التى لها علاقة بأمراض القلب والشرايين ب40 ألف حالة وفاة سنويا. كما أكد المتدخلون على أن الكوليسترول المرتفع عاملا أساسيا من العوامل المسببة لأمراض القلب التي يمكن اكتشافها فقط من خلال اختبار يجريه الأطباء، كما أن الكوليسترول الذي يحتوي على البروتين اللبيدي منخفض الكثافة يمكن أن يتراكم ببطء في جدران الأوردة التي تغذي القلب والمخ، وإذا ما تكونت خثرة وأدت إلى انسداد الوريد الضيق فمن الممكن أن تحدث أزمة قلبية أو جلطة دماغية. وناقش الأطباء خلال هذا الملتقى الطبي تأثير الأنماط الحياتية الاجتماعية والوراثية على الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الخطيرة في إفريقيا وعلى أن مستوى الوعي في المنطقة بشأن عوامل الخطورة المصاحبة للأمراض القلبية الوعائية التي تعيق سبل العلاج الوقائي، حيث أكد المتدخلون أن الكوليسترول منخفض الكثافة يؤدي إلى خطورة كبيرة في احتمال الإصابة بأمراض القلب بمعدل أربعة أضعاف، أما المرضى الذين توجد لديهم عوامل أخرى لا يمكن التحكم بها على غرار السن وتاريخ العائلة الوراثي بخصوص أمراض القلب والشرايين والجنس والنوع، فعلى الرجال فوق الخامسة والأربعين والنساء فوق سن الخمسين إجراء فحوصات شاملة ومنتظمة لقياس معدل الكوليسترول باعتبار أنهم خلال هذه الفترة من العمر يكونون معرضين أكثر لخطورة الإصابة بمرض الشريان التاجي في القلب.