يدشّن عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة يوم 27 مارس المقبل المتزامن مع اليوم العالمي للمسرح، مسرح مستغانم الجهوي، في ظرف طغت عليه مخاوف إلغاء المهرجانين المحلين للمسرح المحترف بقالمة وسيدي بلعباس، وكذا غياب دورة 2016 لمهرجان المسرح النسوي. "المساء" التقت بالرجل الأوّل في القطاع، أمس بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، على هامش مشاركته في فضاء "موعد مع الرواية"، فكان هذا الحديث. * ما سبب غياب المهرجان الوطني للمسرح النسوي المتعود عليه في هذه الفترة، هل الأمر راجع للقائمة النهائية للمهرجانات التي لم يتم الفصل فيها بعد؟ — هناك لجنة على مستوى الوزارة تعمل على ضبط الخارطة الجديدة للمهرجانات، وسيعلن عنها يوم 22 أو 23 مارس الجاري، وستكون القائمة النهائية جاهزة، والشيء الأساسي الذي سنقوم به وكان غائبا في السابق، هو وضع دفتر شروط لكلّ مهرجان، يتضمّن كلّ ما يتعلّق بالتظاهرة قبل وبعد، لاسيما في شقي التنظيم والتسيير المالي، والشيء الثاني طلبنا من كلّ الولايات الإجابة على بعض الأسئلة تخصّ المهرجانات المحلية أو الوطنية أو الدولية التي تجرى في كلّ ولاية، والمتمثّلة في تقييمها وإقرار جدواها الثقافية، هل حقّقت فعلا نجاحا من حيث الحضور الجماهيري والتفاعل، والتنظيم والتجديد، إضافة إلى إيداع مقترحات كأن يتم إبقاء المهرجان بشكل سنوي أم يمكن أن يكون كلّ سنتين، هل يبقى دوليا أم يكون وطنيا، ويمكن أن يكون محليا ويصبح وطنيا. 176 مهرجانا عدد كبير، والظروف التي نشأت فيها كانت لها مبرراتها، الآن هذه المهرجانات بحاجة إلى تقييم ووقفة، للمرور إلى المهنية والشفافية في التسيير والدقة في التنظيم والتحكّم في الإنفاق، لا يمكن أن نعطي غلافا ماليا وكفى، ثم أي عمل بحاجة إلى تقييم بعد 5 أو 10 سنوات، هناك بعض المهرجانات لم تعرف أيّ تقييم لا قبل ولا بعد، الآن نحن نبحث عن النوعية، والتعديل الدستوري الأخير وفي المادة 38 مكرّر تتحدّث عن أنّ الثقافة حق مكفول لكلّ مواطن، وطالما أنه حق فلابد أن يقدّم في قالب جاد ومدروس، مع الحفاظ على كلّ الفضاءات من سينما وموسيقى ومسرح وغيرها، وحتى المهرجانات التي لم ترد في الخارطة تتحوّل إلى فعاليات محلية. الحديث عن مهرجاني قالمة وسيدي بلعباس سابق لأوانه، لأنّ اللجنة تضع الروتوشات الأخيرة على القائمة، وفي النهاية أطمئن كلّ المسرحيين أنّنا سنحافظ على اللقاء وربما نحدث عليه تغييرا في كيفية الإدارة والتسيير، ومهرجان المسرح المحترف باق، ربما سيتم تقليص عدد أيامه وعدد الفرق المشاركة فيه لتخفيض الكلفة الإجمالية. * مناصب مديري مسارح جهوية لا تزال شاغرة؟ — بالنسبة لمديري المسارح، تمّ اقتراح أسماء لتشغل المناصب الشاغرة، كلّهم مشتغلون في المسرح، ولديهم مسار في الفن الرابع، ومنهم شباب. * هل سيتم بعث مجلة "المسرح" التي كانت تصدرها وزارة الثقافة؟ — أنا مع وجود أكثر من منبر ثقافي في الأدب والسينما، خاصة لما أجد مقترحات جادة ومفيدة، مع التركيز على مردودية مادية على غرار تجربة مهرجان الموسيقى السيمفونية وهي خير مثال على ذلك، والناس كانت تدفع من أجل الدخول لأنّ الأمر جديّ بمعايير عالية، أما أن تستعطف الناس لدخول القاعة فهذه الذهنية قد ولّت. المسارح يجب أن تكون بالمقابل، والأوبرا مثلا، ستبدأ بصيغة مهنية تجارية، وبمداخيلها يمكن أن تجلب فرقا عالمية، وليس في كلّ مرة يجب الاتكال على ميزانية الوزارة، الآن دخلنا مرحلة يطلب فيها المواطن النوعية.