تعمل رقية بن كريمة على المحافظة على الموروث التقليدي في صناعة السلالة بتصاميم حديثة وقابلة للترويج؛ بحكم تواجدها بمنطقة الواحات التي يكثر فيها النخيل، حيث أسست ورشة لتكوين المتربصين في حرفة السلالة، وقامت بعصرنة العديد من النماذج التقليدية بتقنيات عالية، جعلتها تشارك في عدة معارض داخل وخارج الوطن، وتتحصل على جائزة أحسن منتوج حرفي في 2012. "المساء" زارت الورشة وأجرت هذا الحوار. ❊ كيف تقدمين نفسك؟ ❊❊ رقية بن كريمة: أنا حرفية من ولاية ورقلة، مهتمة بالحرف التقليدية، ولي ورشة خاصة بصناعة السلالة. ❊ حدثينا عن هذه الورشة والحرفة التي تقومين بها؟ ❊❊ افتتحت الورشة في سنة 2006 في حرفة السلالة، انطلقت لرسكلة بقايا النخيل بصفة عامة سواء الليف، السعف، الزيوان وغيرها، وهي صناعة منتوجات النخيل بشطريه الاثنين؛ أي بالشطر الخاص بالديكور والشطر الخاص بالنمط التقليدي مثل الحصيرة، الطبق الخاص بالقصعة، كسكاس الطعام وغير ذلك، فهذه الورشة خلقتها لتعليم الحرفة بحكم أن المنتوج كله يُصنع بمادة أولية مجانية محلية، واستغلالها يستهلك اليد البشرية، هذا الشيء كان حافزا لي، وانطلقت بتصاميم عصرية قابلة للترويج وطنيا ودوليا. حاليا تضم الورشة 6 بنات عاملات إضافة إلى 12 متربصة من مختلف المناطق النائية لورقلة، مثل سيدي خويلد، أم الرانب وغيرها. ❊ ولماذا حرفة السلالة بالتحديد؟ ❊❊ كل إنسان سكن النخلة استفاد منها من النواة إلى الجذع، فجاءت الصناعة ورافقت الناس لكن في وقت كانت فيه الفلاحة دليلا على الفقر، والصناعة التقليدية من صوف وجلد وغيرهما، وفي كل التخصصات أصبحت تعرف عزوفا وبدأت تختفي إلى جانب بروز سوق السلع التي تأتي من وراء البحار بمبالغ رخيصة، فهذان العاملان الأساسيان جعلا حرفتنا تتطور أكثر للحفاظ عليها، ثم إن هذا المنتوج كالحصيرة مثلا، كان يجلس عليها الرسول (ص)، والسيدة خديجة، رضي الله عنها، تمنت بيتا من النخيل في الجنة. وبعد انطلاقة الصندوق الوطني الذي دعم الصناعة التقليدية ومول دورات تكوينية، وضعنا برنامجا خاصا لإعادة إحياء صناعة السلالة على مستوى الوطن ككل، بحيث إن بمحاذاة الساحل نجد النخل القزم، وفي منطقة القبائل نجد الرافية بكثرة، وفي الصحراء خاصة منطقة الواحات، نجد النخيل، وفي أعماق الصحراء نجد السوسو الخاص بالطوارق، فكل هذا يندرج تحت لواء السلالة بحكم معطياتها المجانية والوفيرة، الأمر الذي يستوجب ترقيتها على المستوى الوطني. ❊ ما هو هدف الورشة؟ ❊❊ هدفنا المحافظة على الموروث المادي، نحن نعمل على الجانب التقليدي مع خلق تصاميم قابلة للترويج؛ لأنه لو لم تكن العصرنة فالمنتوج لا يعرف إقبالا، فنحن قمنا بدراسة المنزل العصري، وهناك تقنيات قاعدية موجهة للآلات التجارية باستعمال تقنية عالية، فالمنتوجات الفنية والتجارية هي سر نجاح الورشة. ❊ هل قدمت دورات تكوينية؟ ❊❊ طبعا، بعدما تعلمت قمت بدورات تكوينية في التكوين المهني. وفي 2013 بالتنسيق مع المؤسسة العقابية، قمت بتكوين النزيلات لمدة 6 أشهر، وبعدها انطلقت في التكوين على المستوى الوطني. كما وضعت برنامجا خاصا للمتربصين وأصحاب الكفاءة. وبعدما تغلغلنا في حوالي 8 ولايات من التراب الوطني لاكتساب الحرفة، ما يناهز أكثر من 500 متربص ليس لديهم مؤهلات. اضطررنا في 2016 لتنظيم برنامج خاص للمبتدئين، وهو تعليم كيفية اكتساب الحرفة بالدرجة الأولى وكل تقنيات السلالة، وبعدها تأهيل في المرحلة الثانية، وهو التكوين وكيفية إحياء الموروث وإعادة هذه الحرفة. ❊ في رأيك لماذا لا يتم تسويق منتوجاتنا؟ ❊❊ أستطيع القول إن الاحتياج العصري لا يتطلب المنتوج الحرفي، هذا المنتوج موجود، لكنه غير مطلوب في السوق، فمنتوجنا لا يتسوق لأنه غير معاصر. ❊ وكيف نستطيع عصرنة هدا المنتوج؟ ❊❊ هناك استراتيجية، وهي عصرنة النماذج التقليدية بصفة عامة. أعطيك مثلا عن ذلك، اليوم نجلس على الكرسي وليس على الحصيرة، إذن نحن نحتاج إلى غطاء الكرسي الذي يحضَّر بمنتوج حرفي، فهنا نعيد إحياء الموروث التقليدي. ❊ هل شاركت في معارض؟ وهل تحصلت على جوائز في هذا الشأن؟ ❊❊ نعم تحصلت على جائزة أحسن منتوج تقليدي في 2012، كما شاركت في معارض داخل الوطن خاصة في الصالون الوطني للصناعة التقليدية بالعاصمة، وكذا في فارسوفيا خلال أسبوع الجزائر في بولونيا. ❊ كلمة نختم بها؟ ❊❊ أتمنى أن يصل منتوج السلالة إلى العالمية، وشكرا جزيلا لجريدة "المساء".