استطاع سعدي لحلاح، صاحب خبرة 14 سنة في عالم التجميل، مصفف شعر وخبير ماكياج من صالون "اليغونس"، أن يسير بخطوات مدروسة وأن يجمّل بأنامله السحرية، وجوه العرائس، واضعا عليها لمسة ناعمة وبسيطة بعيدة عن البريق الذي اعتدنا ملاحظته، ملؤها الرقي والأناقة.. في هذه الأسطر كان ل "المساء" حوار مع سعدي، الذي أوضح لنا من خلال حديثه، أنه شغوف بعالم التجميل، وعشقه للجمال الطبيعي هو الذي رسم له خطى مسيرته المهنية. ❊ ما هو سر نجاحك في عالم التجميل الذي يتميز بالمنافسة الشديدة؟ ❊❊ حقيقة من الصعب التميز في زمن تعددت فيه صالونات الحلاقة ومراكز التجميل، فكل صالون يحاول تقديم أفضل الخدمات لاستمالة أكبر عدد من الزبونات، إلا أن ما أكسبني شهرة وسط العرائس هو لمساتي الخاصة التي أحاول التفرد بها، من خلال الألوان الهادئة التي لا تبعد بشرة المرأة عن طبيعتها التي تكون جميلة بالأساس، فبدل إخفاء ذلك الجمال بالطبقات المتعددة من الماكياج والألوان التي لا تليق بها، أحاول إخراج ذلك الجمال وتسليط الضوء على نقاط محددة من المرأة؛ كعينيها وشفتيها وشعرها. ❊ كيف اخترت التخصص في عالم تجميل الفتيات والعرائس؟ ❊❊ لقد لاحظنا في السنوات العشر الأخيرة تألق الرجال في عالم تجميل النساء، وبروزهم بفضل موهبتهم في مجالات متعددة؛ كتصفيف الشعر، تصميم الأزياء وكذا تطبيق الماكياج. ونجد أشهر خبراء التجميل في العالم من الرجال، فالنسوة بتن يثقن في احترافية الرجل، وذوقه الرفيع في اختيار ما يليق بالمرأة، وببشرتها وطبيعة جمالها، فتجدهن يقبلن على صالونات التجميل التي يديرها رجال؛ رغبة منهن في الحصول على إطلالة جميلة "تخطف الأنظار"، وبذلك يجدن تلك اللمسة التي كن يبحثن عنها. ❊ هل وجدت راحتك وسط تدلل العرائس اللواتي يحلمن بالأناقة ليلة العمر؟ ❊❊ سر نجاحي هو إصراري على تطوير موهبتي، فمنذ صغري كنت أبحث عن الجمال في كل الوجوه. وبالنسبة لي ليس هناك امرأة ليست جميلة، وإنما عدم وضعها الماكياج المناسب أو إخفاقها في تصفيف شعرها، أو الاهتمام والعناية ببشرتها، ودائما كنت أندهش من قوة ملاحظتي تلك الأخطاء على البشرة، فأجد نفسي أتمعن في وجوههن، وأتصور طريقة أفضل لمكياجهن أو إطلالة خاصة أراها بنظرتي الشخصية التي تليق أكثر بتلك النساء، فدلالهن يوم الزفاف لا يثير خوفي ولا قلقي؛ لأنني على دراية تامة بأنني سأصل إلى نتيجة تثير إعجابهن. ❊ من أين تستلهم فنك في العناية بالجمال؟ ❊❊ دائما أحاول تطوير نفسي وأتابع جديد صيحات الموضة العالمية ودور الأزياء الأوروبية. كما أستلهم التقنيات الجديدة من خبراء عالميين، ومن ماكياج الفنانات الأجنبيات. كما لا أحجب أبدا نفسي للالتحاق بدورات تكوينية في التجميل؛ حتى أتطلع على الجديد في عالم الماكياج أو تصفيف الشعر، وأحدث تقنيات تطبيق المستحضرات التجميلية. ❊ لاحظنا في الماكياج الذي تعتمده أنك تتجه إلى الأسلوب الأوروبي الذي يتميز بالبساطة والألوان الترابية، فهل هذه هي لمستك الخاصة في التعامل مع الجمال العربي؟ ❊❊ إن الجزائر تجمع بين العديد من ألوان البشرة، فهناك جميلات ذات البشرة البيضاء الفاتحة، وجميلات ذوات البشرة السمراء، وكذا جميلات ذات البشرة الصهباء، وبعكس ما يعتقد البعض فإن إكثار الماكياج سوف يخفي العيوب، وإنما العكس، فنجد الماكياج الأوروبي يعتمد على قلة الماكياج لإخفاء العيوب وإبراز الجمال، فالماكياج الأوروبي الناعم يروقني، وهو ما تطلبه أغلب النساء والعرائس الذين يقصدونني؛ بهدف إبراز جمال ملامحهن وسحرها بدون الإكثار من طبقات كريم الأساس أو أحمر الخدود والتركيز على نقطة واحدة، سواء العينين بماكياج بارز وشفاه بلون طبيعي أو عكس ذلك؛ شفاه ممتلئتين بأحمر شفاه بارز وعينين طبيعيتين.