أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، أمس، أن مصالحه منحت الترخيص لأحزاب المعارضة السياسية المنضوية تحت لواء "التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي" لعقد مؤتمرها الثاني المقرر بمزفران نهاية مارس الجاري، فيما اعتبر استقبال الوزير الأسبق للطاقة والمناجم لدى عودته إلى الجزائر من قبل والي وهران، أمرا عاديا يندرج في إطار تقاليد الدولة التي تقتضي احترام وتقدير الأشخاص الذين تولوا المناصب في الحكومة. بدوي الذي رد على أسئلة الصحافيين على هامش إشرافه على التنصيب الرسمي للمرصد الوطني للمرفق العام بإقامة الميثاق بالجزائر العاصمة، استغرب الحديث عن "رفض الإدراة منح الترخيص لأحزاب المعارضة" داعيا إلى الكفّ عن المزايدات والترويج للنظرة السلبية إلى الإدارة واعتبارها أداة للتعطيل والعرقلة. وأكّد في هذا الخصوص بأن "الترخيص لعقد المؤتمر منح للمعارضة وهو لديهم الآن"، مضيفا بأن وزارة الداخلية والجماعات المحلية "ليس لديها أية مشكلة مع كل ما يقدم في إطار القوانين". واغتنم الوزير الفرصة للتذكير بأن على جميع الجزائريين أن ينظروا إلى القضايا الوطنية نظرة عميقة، تراعي مختلف المسائل التي ترتبط بحاضر ومستقبل البلاد، قائلا في هذا الصدد "رسالتي اليوم لكل الجزائريين والجزائريات هي أن يكونوا في مستوى التحديات التي تنتظرنا، والتحدي اليوم هو الحفاظ على البلاد وعلى أمنها واستقرارها". وتحضّر أحزاب المعارضة السياسية المنضوية تحت لواء التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، لعقد مؤتمرها الذي اصطلح على تسميته "بمزفران 2" خلال نهاية الشهر الجاري، بعد المؤتمر الأول الذي كانت قد عقدته في جوان 2015 بنفس المكان. من جانب آخر رفض وزير الداخلية والجماعات المحلية الخوض في مسائل تتجاوز مهام وصلاحيات وزارته، في رده عن سؤال حول عودة الوزير الأسبق للطاقة والمناجم شكيب خليل، حيث قال في هذا الخصوص "لست قاضيا حتى أخوض في هذه المسائل"، أما بشأن استقبال شكيب خليل من قبل والي وهران بمطار السانية فأوضح بدوي قائلا "نحن نحترم الجزائريين والجزائريات كثيرا والأشخاص الذين يكونون في مناصب في الدولة نحترمهم ونقدّرهم"، واعتبر بالتالي استقبال وزير الطاقة والمناجم الأسبق بالقاعة الشرفية لمطار وهران أمرا عاديا، يندرج في إطار الأعراف وتقاليد الدولة التي تقتضي «استقبال أي وزير للجمهورية بكل احترام وتقدير". للتذكير عاد الوزير الأسبق للطاقة والمناجم الخميس المنصرم، إلى الجزائر عبر مطار وهران الدولي بعد ثلاث سنوات قضاها بالولايات المتحدةالأمريكية، وفي خضم المطالب التي رفعتها بعض الأحزاب السياسية بضرورة رد الاعتبار للإطارات الجزائرية التي سجنت وهجّرت ظلما، واعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، في هذا الإطار بأن دخول الدستور الجديد الذي يؤسس لجمهورية مدنية في البلاد مطلع شهر مارس الجاري، كفيل بأن يعيد لكل الكفاءات التي ظُلمت حقّها في رد الاعتبار.