تشير الإحصائيات، حسب نبيل زناش طبيب مختص في أمراض الصدر والحساسية ووقف التنفس أثناء النوم، إلى أن "الطبيب العام في فحصه الدائم للمرضى، يمكن أن يسجل يوميا مريضا واحدا مصابا بأمراض النوم التي لا يلقي لها العديد من المواطنين بالا بالرغم من أهميتها في حفظ صحتهم من بعض الأمراض؛ "من أجل هذا بادرنا" (يضيف) "كجمعية جزائرية لطب النوم، بالخروج إلى الشارع والتحسيس بالأمراض التي تنتج عن قلة أو اضطراب أو سوء النوم، والتي يؤدي بعضها إلى الوفاة؛ كانقطاع التنفس أثناء النوم. يقول نبيل على هامش تنشيطه يوما تحسيسيا بساحة البريد المركزي بالعاصمة مؤخرا، إن "الجمعية الجزائرية لطب النوم تأسست في 2013 بغرض التعريف بهذا التخصص الجديد المهتم بكل ما يتعلق بطب النوم ومشاكله، حيث نتطلع إلى تعميمه كتخصص؛ من خلال توعية العاملين في السلك الطبي؛ من أطباء عامين أخصائيين بضرورة الانتباه إلى وجود هذا المرض عند مرضاهم". ويضيف: "بالرجوع إلى الإحصائيات العالمية نجد أن 5 بالمائة من سكان العالم يمكن أن ينقطع تنفّسهم أثناء النوم؛ ما يعني وجود بعض المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة؛ كمرضى السكري، الذين قد يحدث لهم هذا الانقطاع أثناء النوم، وكذا المصابين بارتفاع الضغط والمصابين بالبدانة؛ من أجل هذا لا بد للأطباء من أن ينبّهوا المرضى لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة. ويأتي في المرحلة الثانية بعد تنبيه الأطباء لفت انتاباه المواطنين من الذين لا يلقون أهمية كبيرة للنوم كعامل مهم في حياتهم، حسب الطبيب نبيل، الذي قال: "في الوقت الذي نمضي ثلث حياتنا نائمين نجد الأغلبية تعتبر النوم مسألة غير مهمة أو ثانوية، في حين أن عدم الحصول على قسط وافر من النوم يتسبب في الكثير من الأمراض الصحية، ولعل من أكثر المشاكل التي تؤثر على حصول الفرد على قسط وافر من النوم بالدرجة الأولى، اكتساب بعض العادات السلبية والمتمثلة في الغذاء، فمن الناحية العلمية نجد أن أجسادنا عموما عند الساعة الخامسة مساء، تهيئ نفسها للنوم، غير أن أغلبنا يقبل على شرب بعض المنبهات، كالقهوة أو الشاي، أو يقوم بممارسة بعض الأنشطة الرياضية، بمعنى أننا أحدثنا خللا في جهازنا؛ الأمر الذي ينتج عنه إبعاد موعد النوم، ولا تشعر الأغلبية بتقصيرهم إلا وقت النهوض صباحا، حيث يجدون أنفسهم مرهقين ومتعبين. ولإخفاء ذلك يتم تعويضه بالأكل للحصول على الطاقة، والنتيجة إما زيادة في الوزن أو الإصابة ببعض أمراض العصر كالسكري. تختلف حاجة الأفراد البالغين إلى ساعات النوم، إذ يحتاج البعض إلى ثلاث ساعات فقط فيما يحتاج آخرون إلى ست ساعات، غير أن الكثير منا يجهلون حاجتهم الحقيقية للنوم؛ الأمر الذي يعرّضهم للوقوع ضحية مشاكل النوم، يقول الطبيب نبيل ويشرح؛ "فالأطفال مثلا يحتاجون إلى ست ساعات من النوم، ويحبَّذ أن يناموا عند الساعة الثامنة؛ لأنه موعد عمل هرمون النمو. أما البالغون فيُفترض أن يطلعوا على حاجتهم للنوم من خلال التأكد من غياب الشعور بالرغبة في النوم نهارا أو الشعور بالتعب أو الإعياء، وبالتالي ارتأينا التحسيس بأهمية أن يعرف كل فرد مدى حاجته للنوم ليحسن الحرص على أخذ حاجته منها"، مشيرا: "بعض الذين يعانون من اضطرابات في التنفس يُخضعون للعلاج الذي يساعدهم على إعادة تنظيم ساعات نومهم". وفي رده على سؤالنا حول أكثر الأمراض الشائعة عند النوم، أكد محدثنا أن انقطاع التنفس أثناء النوم من أكثر الأمراض شيوعا، ويجري التعرف عليه بسؤال المريض عن كيفية نهوضه صباحا، فإن كان الجواب إنه لم يشعر بأنه نام أو أنه لم يشعر بكفايته من النوم أو بالقول مثلا إنه ينام عند ركوب الحافلة أو في قاعة الانتظار، كل هذه الأعراض تجعلنا نقول على يقين، بأنهم قد يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم"، مشيرا إلى أن الحل الطبي في هذه الحالة يتمثل في إلحاق جهاز بهم أثناء نومهم، يتمثل دوره في تقديم معلومات حول تنفسه ودقات قلبه وغيرها من وظائف العقل. "وبعد الحصول على معلومات دقيقة نصل إلى معرفة المدة التي يستطيع أن يتوقف فيها تنفسه، فإن كان مثلا أقل من خمس مرات في الساعة لثوان فقط فهذا لا يُعتبر خطرا، والشخص المعني لا يعاني من هذا المرض، أما إذا فاق 13 ثانية فمعنى أنه معرَّض للوفاة أثناء النوم؛ أي أن الجهاز لا بد أن يرافقه يوميا حتى يحميه من انقطاع التنفس بدون أن يشعر بذلك. هناك مجهودات كبيرة تُبذل بعد التعريف بهذا المرض من أجل إحصاء عدد المصابين؛ حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أن الطبيب العام يمكن أن يحصي يوميا مصابا واحدا بأمراض النوم، مشيرا إلى أن الوعي بأهمية النوم لايزال ضعيفا؛ حيث ينظرون إليه على أنه شيء إضافي في الوقت الذي يُعتبر أمرا حيويا ومهما، وبالتالي المطلوب اليوم من عامة الناس الحصول على قسط صحي من النوم وتغير العادات الغذائية بتجنب المنبهات التي تؤثر سلبا على موعد النوم.