دعت مجلة الجيش في افتتاحية عددها الأخير، كافة الجزائريين إلى التكافل والتلاحم لصد التهديدات والمخاطر بمختلف أشكالها. مبرزة ضرورة التمسك بالقيم الوطنية لتبقى الجزائر أمة موحدة قوية بتاريخها وثقافتها ومتماسكة بتجند ووفاء أبنائها ويقظة جيشها الملتزم بالحفاظ على السيادة الوطنية.المجلة شددت في سياق متصل على أن الشعب الجزائري الذي مر بتجارب مريرة، لا يمكن أبدا أن يكون ضحية مؤامرات أو حملات مغرضة يقودها المتربصون الذين يعملون ويخططون بكافة الوسائل لإعادة الجزائر إلى عهد ولى وانقضى. افتتاحية العدد 632 الذي جاء ثريا وتزامن صدوره مع عدة مناسبات عاشتها الجزائر في شهر الشهداء، على غرار الاحتفال بعيد النصر وعيد المرأة ودخول الجزائر عهدا جديدا مكرسا في أحكام الدستور المعدل الذي دخل حيز التنفيذ في السابع مارس الجاري، ذكرت بمعاناة الشعب الجزائري طيلة الفترة الاستعمارية من أبشع أنواع الهمجية وأفضع المعاملات العنصرية وشتى الاهانات وأساليب التنكيل والتجويع، مشيرة إلى أن كافة محاولات المستعمر لطمس عناصر شخصيته ومقومات هويته وموروثه الثقافي والحضاري، باءت بالفشل أمام صمود هذا الشعب، الذي وقف صفا واحدا والتف حول جيش التحرير الوطني واحتضن الثورة في القرى والمداشر والأرياف "فكان السند والممول والممون والعين الساهرة.."، إلى أن حقق نصرا تاريخيا ما كان له أن يتحقق لولا إيمانه ويقينه الثابت وإرادته القوية. وإذ أبرزت المجلة بأن هذا الرصيد التاريخي الذي تسمو بفضله الهمم وتتقوى العزائم وتتوحد به الصفوف والجهود هو الذي ألهم الشعب الجزائري خلال محنته ومعاناته مع آفة الإرهاب، حيث أثبت مرة أخرى تمسكه بحريته ووحدته والقيام بواجبه ودوره، نوّهت بالتفاف الشعب الجزائري حول الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن ومكافحة الإرهاب، وتمكن بذلك مرة أخرى من إنقاذ الوطن والمحافظة على الجمهورية واستعاد الأمن والطمأنينة بعد أن جنح إلى السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولفتت افتتاحية "الجيش" إلى أن الشعب الجزائري البطل الذي مرّ بمثل هذه التجارب المريرة لا يمكن أبدا أن يكون اليوم ضحية مؤامرات أو حملات مغرضة يقودها المتربصون الذين يعملون ويخططون بكافة الوسائل لإعادة الجزائر إلى عهد ولى وانقضى، مشيرة إلى أن الجزائر اليوم تستشف الدروس من ماضيها المجيد والحافل بالتضحيات وتربط حاضرها بمستقبل مشرق زاهر بالتطور والأمن والاستقرار والسلام. وأكدت في سياق متصل بأن الاضطرابات والتفاقمات الأمنية غير المسبوقة التي تعرفها المنطقة، تفرض على جميع الجزائريين اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن يكونوا في مستوى التحديات، من أجل صد التهديدات والمخاطر بمختلف أنواعها وأشكالها ومصادرها، وجددت بالمناسبة إدراك الجيش الوطني الشعبي بأنه مطالب اليوم بأن يكون على أهبة الاستعداد لخوض ملاحم بطولية وتقديم التضحيات الجسام في سبيل الوطن. مشيرة إلى أن هذا الواجب المقدس يملي على الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من الحرص واليقظة لتبقى الجزائر محمية مصانة وعصية على الأعداء. وذكرت الافتتاحية في هذا الإطار بالتوجيهات التي قدمها الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته الأخيرة للناحية العسكرية الرابعة، والتي دعا فيها أفراد الجيش الوطني الشعبي إلى تمجيد وتثمين تضحيات الشهداء الأبرار بالحفاظ على أمانتهم والذود عنها. ومسايرة للحدث الوطني المتميز الذي عرفته الجزائر في الفترة الأخيرة بدخول التعديل الدستوري حيز التطبيق، أبرز العدد الأخير لمجلة الجيش، المكانة المرموقة التي حظي بها قطاع الدفاع الوطني في أحكام هذا النص القانون الأعلى للبلاد، من خلال ما جاء في نص الديباجة التي تطرقت إلى المهام الدستورية للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني والتي يؤديها بروح الالتزام المثالي والاستعداد البطولي للتضحية كلما تطلب الواجب الوطني منه ذلك، وإلى اعتزاز الشعب الجزائري بجيشه الوطني الشعبي وعرفانه له على ما بذله في سبيل الحفاظ على البلاد من كل خطر أجنبي وعلى مساهمته الجوهرية في حماية المواطنين والمؤسسات من آفة الإرهاب، فضلا عن دور ومسؤولية الدولة في ترقية احترافية الجيش الوطني الشعبي وعصرنته. كما نشرت المجلة نص المادة 28 من الدستور الجديد التي تتناول تنظيم الطاقة الدفاعية للأمة، ودعمها وتطويرها حول الجيش الوطني الشعبي، وتحدد المهام الدائمة لهذا الأخير. وتناولت "الجيش" أيضا رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد المرأة، وكذا مختلف المناسبات الاحتفالية التي انتظمت بالمناسبة مع نشر مواضيع متعددة حول الحدث. وذكر العدد الذي تضمن حصيلة لجهود الجيش الوطني الشعبي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف مناطق البلاد، بالنشاطات المكثفة التي قام بها نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح خلال الفترة الأخيرة، ومنها زياراته الميدانية إلى مختلف المنشآت العسكرية، حيث أكد على الإصرار القوي وإرادة الجيش الوطني الشعبي على صد كل محاولات المساس بأمن الجزائر واستقرها، فيما خصت المجلة موضوعها الرئيسي لإشراف الفريق قايد صالح في العاشر مارس الجاري على حفل استلام القوات البحرية للسفينة الغراب المتطورة "الفاتح-921" والتي تعتبر مكسبا جديدا وتدعيما نوعيا للقدرات العملياتية للجيش الوطني الشعبي. ولم تفوّت المجلة التنويه بالزيارة الثرية للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إلى مخيمات اللاجئين بتندوف، حيث جددت بالمناسبة التأكيد على موقف الجزائر الداعم لقضية الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير وفقا لما تقتضيه الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة.