أكدت مجلة الجيش الوطني الشعبي، امس، ان ميثاق المصالحة الوطنية أفضى الى تحقيق ثلاث انجازات جسام في الجزائر، اخرجتها من دوامة العنف والارهاب والقتل والتخريب الذي كاد يعصف بالجمهورية، والتي تمكنت من خلاله البلاد من استرجاع السلم، وبسط الأمن ، اضافة الى انعاش البناء الوطني، وهذا بفضل جنوح الشعب الجزائري الى السلم وتغليب العقل والمنطق، فضلا عن مساهمة الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الامن بكل قوة وصرامة وانضباط من أجل التصدي الى ظاهرة الارهاب. بعدما استعرضت افتتاحية مجلة الجيش في عددها 627، الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية، والذي افضى الى الاستقلال والانعتاق من الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية، تناولت موضوع العشرية السوداء التي ادخلت البلاد في دوامة الارهاب والقتل والتخريب والتي كادت ان تعصف بأركان الجمهورية، لولا مقاومة الشعب الجزائري بكل فئاته لهذه أفة الارهاب الدخيلة والمدمرة حسبما ما اكدته المجلة، كما ذكرت بمساهمة الجيش الوطني الشعبي، ومختلف مصالح الامن، في التصدي بكل قوة وصرامة وانضباط لهذه الافة. وقالت المجلة أن الجزائر تبنت مقاربة اعتمدت فيها على محوريين أساسيين، من أجل استعادة السلم والاستقرار في البلاد،تمثل المحور الاول في المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد، ودعوة المغرر بهم للعودة الى جادة الصواب والرجوع الى احضان المجتمع، اما المحور الثاني فكان يرتكز على مواصلة مكافحة الارهاب بكل حزم وصرامة وعلى كافة المستويات ومختلف الاصعدة حتى القضاء النهائي على الجماعات الارهابية. وقالت الافتتاحية انه ورغم الوضع الذي كانت تعيشه البلاد انذاك، رفضت الجزائر كل تدخل اجنبي في شؤونها الداخلية تحت اي مبرر كان، رغم انها كانت تعاني من حصار دولي غير معلن، لكنها قاومت وحدها وصمدت وانتصرت، كما كانت تنبه العالم في مختلف المناسبات الى خطورة الارهاب واثبت التاريخ صحة ما كانت تحذر منه الجزائر كونه افة عابرة للاوطان لا دين ولا وطن ولا جنسية له . واكدت المجلة ان الجزائر عملت كل ما في وسعها لتوفير الظروف لعودة ابنائها المغرر بهم الى جادة الصواب،وانقاذ البلاد والمحافظة عليها وتجسد ذلك من خلال ميثاق السلم والمصالحة الذي جاء به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المعروض على الشعب الجزائري، الذي صادق عليه باغلبية ساحقة، كان من خلال ذلك اليوم مع موعد مع التاريخ، وامام محطة هامة في ميسرته، والذي قررالمصالحة مع نفسه وتضميد جراحه وطي صفحة الماضي لبناء مستقبل مشرق. و عادت المجلة أيضا الى رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية،والتي قال فيها أنه .. بفضل الوحدة وهذا الاستقرار الوطني سنواصل جميعا بعون الله، تحديث مؤسساتنا الديمقراطية وبناء اقتصاد قوي ومتحرر.. . كما أشارت الافتتاحية ايضا الى الزيارة الاخيرة للفريق احمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس اركان الجيش الوطني الشعبي، التي قادته الى للناحية العسكرية الثالثة، والتي قال فيها أنه بفضل تضحيات الشعب الجزائري رفقة ابناء الجيش الوطني الشعبي وكافة الاسلاك الامنية الاخرى ثم بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ، والذي من خلاله انتصرت ارادة الشعب وحققت المصالحة أسمى اهدافها، في حين يبقى الشعب الجزائري صامدا موحدا والجيش الوطني يواصل القيام بمهامه الدستورية يحمي الحدود ويصون السايدة الوطنية ويكافح الارهاب بكل حزم وارادة حتى القضاء النهائي على هذه الافة الدخيلة على مجتمعنا.