حظيت حكومة الوفاق الوطني الليبية المستقرة مؤخرا بالعاصمة طرابلس بدعم عدة مليشيات واعيان بلديات مما أعطى الأمل بإمكانية نجاح رئيسها فايز السراج المدعوم من قبل المجموعة الدولية في مهمة إخراج ليبيا من حالة الفوضى التي تتخبط فيها منذ أكثر من خمس سنوات. وأكد السراج أن عمل حكومة الوفاق الوطني سينصب على بناء دولة المؤسسات والقانون بمشاركة كل الليبيين ووقف إطلاق النار وسفك الدماء في كل أنحاء البلاد وتوحيد جهود كل الليبيين لمواجهة خطر تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية" الإرهابي. وحظي رئيس الحكومة الليبية فور وصوله الى العاصمة طرابلس عبر طريق البحر بتأييد عدة مليشيات مسلحة هناك بما شكل ضربة قوية لحكومة طرابلس التي يقودها خليفة الغويل التي تحظى بدعم قوات "فجر ليبيا". وأعلن أعضاء مجالس عشر بلديات من مدن غرب البلاد من بينها صبراتة والزاوية وزوارة تأييدهم لحكومة الوفاق الوطني التي حظيت أيضا بدعم أهم مسؤولي المنشآت النفطية الاستراتيجية في ليبيا في وقت خرج فيه متظاهرون بقلب طرابلس مرددين شعار "الشعب يريد حكومة الوفاق .. الغويل ارحل". والإشارة كانت إلى رئيس حكومة الإنقاذ التي شكلها المؤتمر الوطني العام المنتهية عهدته الذي اضطر الى التراجع عن تهديداته لحكومة الوفاق بعد أن أكد أن اعتراضه على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني "سيكون بالطرق السلمية والقانونية ودون استخدام القوة أو التحريض على القتل والصراع بين أبناء الوطن الواحد". وطالب خليفة الغويل بإعطاء الفرصة لمن سماهم ب«أبناء الوطن الخيرين" والثوار والأعيان والعلماء ومؤسسات المجتمع المدني لإيجاد مخرج للأزمة التي تمر بها البلاد. يذكر أن الغويل سبق وأن هدّد منتصف الشهر الماضي رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من مغبة القدوم إلى طرابلس وقال "أن هذه الخطوة غير قانونية" وتعطي الحق بإلقاء "القبض على أعضائها". وقال الغويل أن حكومته لن تخرج من العاصمة طرابلس حتى تطمئن على الثورة". ووصف حكومة الوفاق ب "الحكومة المتسللة غير الشرعية" ودعا "الثوار في كل ليبيا إلى التصدي لها".وكان الغويل وضمن مسعى لمنع مجيئ حكومة الوفاق قد أمر بإغلاق المجال الجوي في كل مطاري معيتيقة وصبراتة وهو ما اضطر فايز السراج والوفد المرافق له الى دخول طرابلس عن طريق البحر في تحد واضح للرافضين لاستقرار حكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس. ولكن هل ستتمكن هذه الحكومة من بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي وهي لم تحظ بعد بموافقة مجلس نواب طبرق الذي عجز لأربع مرات متتالية عن عقد جلسة منح الثقة بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني؟. ثم هل سينضم الجنرال خليفة حفتر المسيطر على مناطق شرق البلاد وخاصة مدينة بنغازي الى هذه الحكومة وهو الذي لم يستسغ فكرة استبعاده منها. ولأن هذه الحكومة تحظى بدعم خارجي وخاصة غربي فقد فرض الاتحاد الأوروبي أول أمس عقوبات على مسؤولين ليبيين مرتبطين بقوات "فجر ليبيا" وأيضا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لرفضهم الاعتراف بها. وكان مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا حذر من موقف المعارضين لحكومة الوفاق ملوحا بتسليط عقوبات على معرقلي عمل الحكومة. من جانبها اعتبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه من الضروري دعم هذه الحكومة في مواجهة تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي بينما رأت فرنسا أنه يتوجب على المجموعة الدولية مساعدة هذه الحكومة إذا ما طالبت ذلك وخاصة في الجانب العسكري.