وصل أمس فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية إلى العاصمة طرابلس حيث من المقرر أن تشرع هذه الأخيرة في ممارسة مهامها كحكومة تمثل كل الليبيين وتحظى بدعم المجموعة الدولية. ووصل السراج الذي كان مرفوقا بالعديد من أعضاء المجلس الرئاسي والحكومة الى القاعدة البحرية شرق طرابلس عبر طريق البحر على متن باخرة "السدادة" الليبية محاطة بسفن أخرى لحمايتها. وقالت مصادر عسكرية أن السراج أجرى فور وصوله اجتماعا مع ضباط القاعدة البحرية، في نفس الوقت الذي اكتفى فيه المجلس الرئاسي بالإعلان على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك" بالإشارة الى أن "رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي وصلوا سالمين إلى طرابلس". من جانبه قال أحمد معيتق نائب رئيس المجلس الرئاسي على صفحته عبر "فياس بوك" أنه "بدءا من اليوم وانطلاقا من طرابلس عاصمة كل الليبيين سنشرع في عملنا". ويكون السراج قد اضطر الى الذهاب الى طرابلس عبر طريق البحر بعدما عجزت طائرة المجلس الرئاسي خلال اليومين الماضين من الهبوط في مطار معيتيقة ومصراتة بسبب إغلاق المجال الجوي لعدة ساعات طوال. ورغم أن المسؤولين على مطار معيتيقة ارجعوا إغلاق المجال الجوي الى أسباب فنية على علاقة بالملاحة الجوية وتتعلق بسلامة المسافرين فإن مصادر من طرابلس أكدت أن الإغلاق تم بأمر من خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الوطني التي شكلها المؤتمر الوطني المنتهية عهدته والرافض تسليم السلطة لحكومة فايز السراج. ويتأكد ذلك خاصة وأن حكومة الغويل كانت قد سارعت الجمعة الماضي الى إعلان "حالة الطوارئ القصوى" بطرابلس بعد إعلان حكومة الوفاق عن رغبتها في الانتقال الى العاصمة في غضون أيام. انتقال السراج الى طرابلس حظي بترحيب دولي متوالي حيث رحب الاتحاد الأوروبي أمس بما وصفها ب«فرصة وحيدة للم الشمل والمصالحة" بعد وصول رئيس حكومة الوفاق الوطني وأعضائها. وقالت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فدريكا موغريني أن "وصول المجلس الرئاسي الى العاصمة فرصة وحيدة لليبيين بكل فصائلهم من أجل التجمع والمصالحة" معتبرة ذلك "مرحلة هامة في مسار الانتقال الديمقراطي" في هذا البلد. وبينما اعتبر رئيس الدبلوماسية الايطالي باولو جونتيلوني أن وصول المجلس الرئاسي وحكومته إلى طرابلس تمثل "خطوة جديدة الى الإمام باتجاه استقرار ليبيا". وصف نظيره الفرنسي جون مارك ايرو انتقال الحكومة ب«الخبر السار". وقال "إنها مرحلة هامة نعلم إن عدة عقبات وضعت أمام هذه الحكومة". للإشارة فإن وصول السراج وطاقمه الحكومي سبقه سماع دوى انفجارات أعقبها إطلاق نار كثيف فى العاصمة طرابلس فى الساعات الاولى من صباح أمس دون أن يتضح على الفور سبب تلك الانفجارات. وفي سياق أعمال العنف التي شهدتها مؤخرا العاصمة الليبية أدان مارتن كوبلر المبعوث الأممي إلى ليبيا عمليات الإعدام والإصابات في صفوف المدنيين التي طالت أشخاصا من مدينتي الطويبية والزاوية غرب طرابلس خلال الأيام الماضية، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم. وحذر كوبلر من أن "مثل هذه الأفعال ترقى إلى جرائم بموجب القانون الدولي" مشيرا أنه وبحسب التقارير قامت جماعات مسلحة في ورشفانة بإعدام ستة أشخاص في 24 مارس الجاري بعد أن اختطفتهم من منازلهم. في حين تم قتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين من ضمنهم ثلاثة أطفال خلال النزاع المسلح في المنطقة. وقال "أذكر جميع أطراف النزاع في ليبيا أن القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان يحظران تعذيب وإعدام السجناء والهجمات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين".