تعرف المطاعم الشعبية انتشارا كبيرا في أحياء العاصمة منافسة بذلك محلات الأكل السريع ومستقطبة أعدادا متزايدة من الزبائن سواء الطلبة، العاملين وحتى ربات البيوت اللواتي يخرجن للتبضع ومنه الغذاء خارج المنزل للاستمتاع بأذواق بعض الأطباق التقليدية التي تشتهر بها ولايات الوطن، لاسيما في الأيام الباردة، حيث يزداد الطلب على الأطباق الساخنة والحارة، عكس "السندويشات" و"البيتزا" التي لا تعطي الجسم حاجته من السعرات الحرارية المنخفضة. ومن أبرز الأماكن المعروفة بهذا النوع من المطاعم، الشارع العريق أحمد شايب أو المعروف ب"شارع طنجة"، بعد أن ذاع صيته نظرا لخدماته وتفنن أصحاب المطاعم في الأطباق التي كبرنا عليها في المنازل، لتصبح قبلة لعشاق الطبخ الأصيل من شتى أرجاء العاصمة سواء لسد الجوع، أو بفعل الحنين إلى الماضي و وحتى بدافع الفضول لتذوق الأطباق التي لم يسبق تناولها. فقد أكد لنا أصحاب المحلات أن أكثر الأطباق طلبا "الكسكسي"، "طاجين الزيتون"، "المثوم"، "دوبارة بسكرية" و"الشخشوخة"، إضافة إلى "الشاورمة"، "الفريت" و"الغراتان"، حيث يهدف أصحابها إلى المزج بين التقليدي والعصري. علما أن الطباخون يشرعون في تحضير هذه الأكلات في الصباح الباكر لتعرف المطاعم اكتظاظا بداية الساعة ال11 صباحا حتى ال14 زوالا، كما تستقطب الزبائن إلى الساعات المتأخرة من المساء. وفي حديثنا لبعض أصحاب هذه المطاعم، يقول صاحب مطعم فرحات عباس: "أنا أعمل هنا منذ أكثر من 50 سنة، نقدم أطباقا شعبية مثل الدوبارة، الحميص، الحريرة وغيرها من المأكولات الجزائرية التقليدية". ويضيف محدثنا أن الأطباق الأكثر طلبا من طرف الزبائن غالبا ما تكون حسب الطقس ومنها المثوم، طاجين الزيتون، الدوبارة وغيرها من الأطباق الساخنة التي تناسب الأيام الباردة. تحدثنا لبعض الزبائن الذين تباينت أسباب اختيارهم للمكان بين الرغبة في تذوق الأفضل وهروبا من الأكلات العصرية، حيث قال رضا، موظف إنه يتردد يوميا على هذا المطعم الذي أصبح المفضل لديه، نظرا لتقديمه أطباقا منزلية اعتاد على تناولها فيه والتي لا توجد عند غيره، كما أنه يتجنب المأكولات السريعة لعدم فاعليتها صحيا. من جهته، أشار زبون آخر في حديثه إلينا: "أقصد هذا المكان يوميا مع أصدقائي لتناول وجبة الغداء نظرا لارتباطنا بأوقات العمل، فلا يوجد مجال لتناول الغداء في البيت، إلا أن هذا الشارع يوفر لنا ما نحتاجه وحسب طلباتنا، فأطباقه تعوض الأكل المنزلي وبأسعار مناسبة أيضا ومتاحة للزوالي". من جهتهم، أصحاب المحلات، اتفقوا على أن أسعار الأطباق مناسبة لميزانية المواطن العادي، فهي تتراوح بين 100 و350 دج للطبق، هذا الأخير يحتوي على لحم أو دجاج، كما أن التنوع في المطاعم بنفس الشارع يخلق المنافسة بين المحلات وهو أمر إيجابي، حيث يحرص الجميع على بذل قصارى جهودهم لتقديم خدمات أفضل لإرضاء الزبائن وتحسين العلاقة بينهم لكسب ثقتهم. ومن أشهر المحلات في شارع طنجة، "ملك اللوبيا" الذي لا يزال يحظى بإقبال غفير بالرغم من أن ملك المحل، "عمي علي المورو" توفي في أواخر 2014، إلا أن المطعم بقي يقدم طبقيه الرئيسيين "اللوبيا" و"السردين" لزبائنه، كما لا يزال يستقطب المشاهير الذين أصبحوا زبائن دائمين. وعلى الرغم من شعبية هذا الشارع، إلا أنه يحتاج إلى بعض الرتوشات على مستوى أبنيته ورصيفه، كما أشار كل من سكانه وتجاره إلى خطورته لاسيما في الفترة المسائية لكثرة الاعتداءات فيه مما جعلهم يصفونه بقولهم "طنجة، شارع "مونجي" ظهرا و"الدونجي" مساء.